علي - فلسطين
منذ 4 سنوات

 آباء النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا على التوحيد

الإخوة الكرام في مركز الأبحاث العقائدية.. ما قولكم العلمي البحت في الردّ على هذه الشبهة! ************************* هذه الرواية تنسف عقيدة أنّ آباء الأنبياء لا يمكن أن يكونوا كفّاراً، وأيضاً بها طعن بإبراهيم(عليه السلام). تقول الرواية في الكافي - وقال عنه المجلسي (26/548): حسن - : ((عَلِيُّ بنُ إِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ، عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ، عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ، عَن أَبِي أَيُّوبَ الخَزَّازِ، عَن أَبِي بَصِيرٍ، عَن أَبِي عَبدِ اللَّهِ(عليه السلام): أَنَّ آزَرَ أَبَا إِبرَاهِيمَ(عليه السلام) كَانَ مُنَجِّماً لِنُمرُودَ، وَلَم يَكُن يَصدُرُ إلاّ عَن أَمرِهِ، فَنَظَرَ لَيلَةً فِي النُّجُومِ فَأَصبَحَ وَهُوَ يَقُولُ لِنُمرُودَ: لَقَد رَأَيتُ عَجَباً. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: رَأَيتُ مَولُوداً يُولَدُ فِي أَرضِنَا يَكُونُ هَلاكُنَا عَلَى يَدَيهِ، وَلا يَلبَثُ إلاّ قَلِيلاً حَتَّى يُحمَلَ بِهِ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ مِن ذَلِكَ وَقَالَ: هَل حَمَلَت بِهِ النِّسَاءُ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَحَجَبَ النِّسَاءَ عَنِ الرِّجَالِ فَلَم يَدَعِ امرَأَةً إلاّ جَعَلَهَا فِي المَدِينَةِ لا يُخلَصُ إِلَيهَا، وَوَقَعَ آزَرُ بِأَهلِهِ، فَعَلِقَت بِإِبرَاهِيمَ(عليه السلام)، فَظَنَّ أَنَّهُ صَاحِبُهُ، فَأَرسَلَ إِلَى نِسَاءٍ مِنَ القَوَابِلِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لا يَكُونُ فِي الرَّحِمِ شَيءٌ إلاّ عَلِمنَ بِهِ، فَنَظَرنَ، فَأَلزَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا فِي الرَّحِمِ ]إِلَى[ الظَّهرِ، فَقُلنَ مَا نَرَى فِي بَطنِهَا شَيئاً، وَكَانَ فِيمَا أُوتِيَ مِنَ العِلمِ أَنَّهُ سَيُحرَقُ بِالنَّارِ، وَلَم يُؤتَ عِلمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيُنجِيهِ. قَالَ: فَلَمَّا وَضَعَت أُمُّ إِبرَاهِيمَ أَرَادَ آزَرُ أَن يَذهَبَ بِهِ إِلَى نُمرُودَ لِيَقتُلَهُ، فَقَالَت لَهُ امرَأَتُهُ: لا تَذهَب بِابنِكَ إِلَى نُمرُودَ فَيَقتُلَهُ، دَعنِي أَذهَب بِهِ إِلَى بَعضِ الغِيرَانِ أَجعَلهُ فِيهِ حَتَّى يَأتِيَ عَلَيهِ أَجَلُهُ، وَلا تَكُونَ أَنتَ الَّذِي تَقتُلُ ابنَكَ. فَقَالَ لَهَا: فَامضِي بِهِ. قَالَ: فَذَهَبَت بِهِ إِلَى غَارٍ، ثُمَّ أَرضَعَتهُ، ثُمَّ جَعَلَت عَلَى بَابِ الغَارِ صَخرَةً، ثُمَّ انصَرَفَت عَنهُ. قَالَ: فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِزقَهُ فِي إِبهَامِهِ، فَجَعَلَ يَمَصُّهَا فَيَشخُبُ لَبَنُهَا، وَجَعَلَ يَشِبُّ فِي اليَومِ كَمَا يَشِبُّ غَيرُهُ فِي الجُمعَةِ، وَيَشِبُّ فِي الجُمعَةِ كَمَا يَشِبُّ غَيرُهُ فِي الشَّهرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهرِ كَمَا يَشِبُّ غَيرُهُ فِي السَّنَةِ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَن يَمكُثَ. ثُمَّ إِنَّ أُمَّهُ قَالَت لأَبِيهِ: لَو أَذِنتَ لِي حَتَّى أَذهَبَ إِلَى ذَلِكَ الصَّبِيِّ فَعَلتُ. قَالَ: فَافعَلِي. فَذَهَبَت فَإِذَا هِيَ بِإِبرَاهِيمَ(عليه السلام)، وَإِذَا عَينَاهُ تَزهَرَانِ كَأَنَّهُمَا سِرَاجَانِ، قَالَ: فَأَخَذَتهُ فَضَمَّتهُ إِلَى صَدرِهَا، وَأَرضَعَتهُ، ثُمَّ انصَرَفَت عَنهُ فَسَأَلَهَا آزَرُ عَنهُ، فَقَالَت: قَد وَارَيتُهُ فِي التُّرَابِ، فَمَكَثَت تَفعَلُ فَتَخرُجُ فِي الحَاجَةِ وَتَذهَبُ إِلَى إِبرَاهِيمَ(عليه السلام) فَتَضُمُّهُ إِلَيهَا وَتُرضِعُهُ، ثُمَّ تَنصَرِفُ، فَلَمَّا تَحَرَّكَ أَتَتهُ كَمَا كَانَت تَأتِيهِ، فَصَنَعَت بِهِ كَمَا كَانَت تَصنَعُ، فَلَمَّا أَرَادَتِ الانصِرَافَ أَخَذَ بِثَوبِهَا. فَقَالَت لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ لَهَا: اذهَبِي بِي مَعَكِ. فَقَالَت لَهُ: حَتَّى أَستَأمِرَ أَبَاكَ. قَالَ: فَأَتَت أُمُّ إِبرَاهِيمَ(عليه السلام) آزَرَ فَأَعلَمَتهُ القِصَّةَ. فَقَالَ لَهَا ائتِينِي بِهِ فَأَقعِدِيهِ عَلَى الطَّرِيقِ، فَإِذَا مَرَّ بِهِ إِخوَتُهُ دَخَلَ مَعَهُم وَلا يُعرَفُ، قَالَ: وَكَانَ إِخوَةُ إِبرَاهِيمَ(عليه السلام) يَعمَلُونَ الأَصنَامَ وَيَذهَبُونَ بِهَا إِلَى الأَسوَاقِ وَيَبِيعُونَهَا، قَالَ: فَذَهَبَت إِلَيهِ فَجَاءَت بِهِ حَتَّى أَقعَدَتهُ عَلَى الطَّرِيقِ، وَمَرَّ إِخوَتُهُ فَدَخَلَ مَعَهُم، فَلَمَّا رَآهُ أَبُوهُ وَقَعَت عَلَيهِ المَحَبَّةُ مِنهُ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: فَبَينَمَا إِخوَتُهُ يَعمَلُونَ يَوماً مِنَ الأَيَّامِ الأَصنَامَ إِذَا أَخَذَ إِبرَاهِيمُ(عليه السلام) القَدُومَ، وَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَجَرَ مِنهَا صَنَماً لَم يَرَوا قَطُّ مِثلَهُ. فَقَالَ آزَرُ (لأُمِّهِ): إِنِّي لأَرجُو أَن نُصِيبَ خَيراً بِبَرَكَةِ ابنِكِ هَذَا. قَالَ: فَبَينَمَا هُم كَذَلِكَ إِذَا أَخَذَ إِبرَاهِيمُ القَدُومَ فَكَسَرَ الصَّنَمَ الَّذِي عَمِلَهُ، فَفَزِعَ أَبُوهُ مِن ذَلِكَ فَزَعاً شَدِيداً، فَقَالَ لَهُ: أَيَّ شَيءٍ عَمِلتَ؟ فَقَالَ لَهُ إِبرَاهِيمُ(عليه السلام): وَمَا تَصنَعُونَ بِهِ؟ فَقَالَ آزَرُ: نَعبُدُهُ. فَقَالَ لَهُ إِبرَاهِيمُ(عليه السلام): أَتَعبُدُونَ ما تَنحِتُونَ؟ فَقَالَ آزَرُ لأُمِّهِ: هَذَا الَّذِي يَكُونُ ذَهَابُ مُلكِنَا عَلَى يَدَيهِ)) (1) . أقول: ((وَوَقَعَ آزَرُ بِأَهلِهِ فَعَلِقَت بِإِبرَاهِيمَ(عليه السلام)))، آزر هو أبو إبراهيم؟ وهنا طعن فى إبراهيم! ((إِذَا أَخَذَ إِبرَاهِيمُ(عليه السلام) القَدُومَ، وَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَجَرَ مِنهَا صَنَماً لَم يَرَوا قَطُّ مِثلَه)). يا إمامية نبيّ يصنع صنماً بيده لم ير أحد مثله قط! اتّقوا الله!! ************************* بانتظار ردّكم ومأجورين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقول: إنّ المتن المذكور من كون آزر هو والد نبيّ الله إبراهيم(عليه السلام) لا يمكن القبول به؛ وإن أمكن حمله على التقية فهو، وإلاّ يردّ علمه إلى صاحبه - وذلك للأسباب التالية: أوّلاً: إنّ هذا القول مخالف لإجماع الطائفة من كون أجداد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا من الموحّدين، ولا يوجد فيهم مشرك واحد, وإبراهيم(عليه السلام) هو جدّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فيكون آزر جدّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أيضاً (1) . وقد ورد في هذا الجانب حديث متضافر عند الطائفتين - السُنّة والشيعة - : أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات، حتى أخرجني في عالمكم هذا، لم يدنّسني بدنس الجاهلية) (2) . ثانياً: لم يرد في كتب التاريخ أنّ أبا إبراهيم(عليه السلام) هو (آزر), بل يقول التاريخ أنّ اسم أبيه هو (تارخ)، وهذا ما ورد أيضاً في العهدين: القديم والجديد (3) . والذين يرون أنّ (آزر) هو والد إبراهيم(عليه السلام) يستندون إلى تعليلات لا يمكن قبولها, ومن ذلك أنّهم يقولون: إنّ اسم والد إبراهيم(عليه السلام) هو (تارخ) ولقبه (آزر), وهذا القول لا تسنده الوثائق التأريخية. أو يقولون: أنّ (آزر) هو اسم صنم كان أبو إبراهيم يعبده, وهذا القول مخالف لظاهر الآية القرآنية التي تقول: انّ أباه كان (آزر)، إلاّ إذا قدّرنا جملة أو كلمة، وهذا أيضاً خلاف الظاهر (4) . هذا وقد نقل الطبري في تفسيره عن مجاهد قوله: ((لم يكن آزر والد إبراهيم)) (5) , وصرّح بهذا المعنى أيضاً الآلوسي في تفسيره عن كثير من علماء المذاهب الأُخرى غير الشيعة (6) . ثالثاً: مخالف لظاهر القرآن الكريم, وذلك أنّ الله تعالى قال في سورة التوبة: (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَستَغفِرُوا لِلمُشرِكِينَ وَلَو كَانُوا أُولِي قُربَى مِن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُم أَصحَابُ الجَحِيمِ * وَمَا كَانَ استِغفَارُ إِبرَاهِيمَ لأبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنهُ )) (التوبة:113-114). وذلك لأنّ إبراهيم(عليه السلام) كان قد وعد (آزر) أن يستغفر له، (( سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبِّي )) (مريم:47)، بأمل رجوعه عن عبادة الأصنام, ولكنّه عندما رآه مصمّماً على عبادة الأصنام ومعانداً, ترك الاستغفار له، ويتّضح من هذه الآية بجلاء أنّ إبراهيم بعد أن يئس من آزر, لم يعد يطلب له المغفرة ولم يكن يليق به أن يفعل، وكلّ القرآئن تدلّ على أنّ هذه الحوادث وقعت عندما كان إبراهيم شابّاً, يعيش في (بابل) ويحارب عبدة الأصنام. ولكن هناك آيات أُخرى في القرآن تشير إلى أنّ إبراهيم(عليه السلام) في أواخر عمره, وبعد الانتهاء من بناء الكعبة, طلب المغفرة لأبيه, وفي هذه الآيات - كما سيأتي - لم تستعمل كلمة (أب)، بل استعملت كلمة (والد) الصريحة في المعنى، إذ يقول: (( الحَمدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء * رَبِّ اجعَلنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّل دُعَاء * رَبَّنَا اغفِر لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ الحِسَابُ )) (إبراهيم:39-41). فإذا جمعنا هذه الآية مع آية سورة التوبة التي تنهى المسلمين عن الاستغفار للمشركين وتنفي ذلك عن إبراهيم(عليه السلام) إلاّ لفترة محدودة ولهدف مقدّس, تبيّن لنا بجلاء أنّ المقصود من (أب) في الآية المذكورة ليس الوالد, بل هو العم أو الجدّ من جانب الأُمّ، أو ما إلى ذلك. وبعبارة أُخرى: إنّ (والد) تعطي معنى الأبوّة المباشرة، بينما (أب) لا تفيد ذلك. وقد وردت في القرآن كلمة (أب) لمعنى العمّ, كما في الآية (133) من سورة البقرة: (( قَالُوا نَعبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً )) (البقرة:133), والضمير في (قالوا) يعود إلى أبناء يعقوب, وكان إسماعيل عمّ يعقوب لا أباه (7) . ومن هنا فنحن نردّ هذه الرواية؛ لمخالفتها للقرآن، وهو منهج عُلّمناه من الأئمّة(عليهم السلام) في مثل هكذا مسائل. ودمتم في رعاية الله

1