جابر علي - السعودية
منذ 4 سنوات

 علة عدم دخول آباء النبي محمد(صلى الله عليه وآله) في الديانة المسيحية

 بسم الله الرحمن الرحيم اللّهمّ صلّ على محمّد وآله الطاهرين.. آباء النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا جميعاً موحّدين غير مشركين، وذلك ما جاء في قوله تعالى: (( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )) (الشعراء:218-219). نسب نبيّ الإسلام: محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر (وهو الملقّب بقريش) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان - اشتهر أنّ الرسول كان يقف في نسبه عند عدنان - (بعض النسابين يتابع واصلاً النسب إلى آدم أبو البشر) بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن نبيّ الله إسماعيل بن نبيّ الله إبراهيم بن تارخ - وقال بعضهم أنه نفسه آزر - بن تاخور ابن شارخ (شاروخ) بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نبيّ الله نوح بن لامك ابن متوشلخ بن أخنوخ - قيل أنّه نبيّ الله إدريس - بن يرد بن مهلائيل بن قنين (قينان) بن يافث بن شيث بن آدم. (( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَومَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (الأنعام:74). (( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ وَكَانَ فِي مَعزِلٍ يَا بُنَيَّ اركَب مَعَنَا وَلا تَكُن مَعَ الكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعصِمُنِي مِنَ المَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّهِ إلاّ مَن رَحِمَ وَحَالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكَانَ مِنَ المُغرَقِينَ )) (هود:42-43). آزر، قال البعض انّه جدّه لأمّه، والبعض قال انّه عمّه، لكن ماذا عن سام بن نوح الذي صرّح القرآن بعدم إيمانه فكيف يكون آباء الأنبياء كلّهم مؤمنين موحّدين؟


الاخ جابر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الكلام غير صحيح؛ فإنّ (سام) ممّن بقي مع أبيه نوح(عليه السلام)، وهو أبو العرب وجميع الساميين. أمّا ابن نوح(عليه السلام) الذي غرق فقيل: اسمه: (كنعان)، وهو قول الأكثرين؛ وقيل: (يام) (1) ، قاله أبو صالح، عن ابن عبّاس، وبه قال عبيد بن عمر وابن إسحاق (2) !! هذا على قول من يقول: بأنّه ابنه، أمّا الآخرين فقد أخذوا بروايات عديدة بأنّه ليس ابنه، كما في قراءات أُخرى، مثل قوله: (ونادى نوح ابنها) (3) ، وفي أُخرى: (ابنه) في لغة طيّ تعني: ابن امرأته (4) . قال الغرناطي الكلبي: (( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ )) (هود:42) كان اسمه كنعان، وقيل: (يام)، وكان له ثلاث بنون سواه، وهم (سام، وحام، ويافث)، ومنهم تناسل الخلق (5) . وقد أوردت ما قلناه جميع تفاسير الفريقين، فلا ندري من أين استقيت تلك المعلومة عن (سام) أبو العرب. نعم، نسب ذلك إلى عبيد بن عمير (6) ، والظاهر أنّه تصحيف عن (يام)؛ لأنّهم عدّوا عبيد بن عمير من القائلين بذلك (7) . وعلى كلّ الاحتمالات التي ذكرناها وذكرها العلماء لا يكون ذلك نقضاً لقاعدة كون آباء الأنبياء موحّدين. ودمتم في رعاية الله