بعضهم يذكر ان ما ذكرتموه من السند لم يصححه الذهبي حيث جرح بعض رواتهوكذلك قال ان الحسكاني شيعي ولعلهم نقلوه عن الذهبي وآقا بزرك (ره)كذلك اشكلوا على نسبة الكتاب الى الحسكاني اصلاوكذلك قال من قال ان الحسكاني المذكور في السند هو الحسكاني العالم المعروف؟
الأخ حسن المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأول: ما علاقة الذهبي بما ذكرناه فهل تقصدون ان كل حديث لم يصححه الذهبي فهو غير صحيح ام اختلط عليكم تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم النيسابوري مع الحاكم الحسكاني؟! واحلاهما مرّ ايها المستشكل! فنحن لم نذكر الحاكم النيسابوري وانما الحسكاني!!
الثاني: اما ادعاء من يدعي ان الحسكاني شيعي فالشيعة لا يسمون ولا يصطلحون على المحدثين بهذه المصطلحات كالشيخ والحافظ والامام والحاكم فالرجل يلقب بالحاكم فكيف يكون شيعيا؟! هذا اولا واما ثانيا فنقول: لا يوجد أي دليل على ان الرجل شيعي امامي اثنا عشري غايته ان اغلب مؤلفاته الحديثية تدور حول فضائل اهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) فلا ادري هل هذه المسألة تعتبر تهمة عند اهل السنة ودلالة على التشيع؟! فنترك الجواب لهم!! وثالثا: هذا العالم قد ذكره وترجم له كبار علماء اهل السنة ومدحوه واساتذته وتلاميذه من اهل السنة فلا ندري بعد كل هذا كيف يكون شيعيا الا اللهم اذا قلنا ان رميه بالتشيع هو من نفس باب رمي مثل الحاكم النيسابوري به والنسائي وعبد الرزاق ووكيع بن الجراح والاعمش ... المزیدالخ فحينئذ لا يضره هذا الاتهام بشيء ولا يقدح في عدالته وضبطه وحجيته.
الثالث: ولو تنزلنا وفرضنا ان الحاكم الحسكاني شيعي فهو يأتي بمرويات سنية واسانيد ينقلها عن مشايخه السنة عن مشايخهم بالاضافة الى كونه لم ينفرد بما يروي غالبا وكذلك بهذا الحديث بل اخرجه جميع المفسرين وذكروه وجها قويا في تفسير آية الولاية والتصدق حال الصلاة وكذلك اخرجه الكثير من ائمة الحديث كالطبراني وابن ابي حاتم والحاكم النيسابوري في كتابه معرفة علوم الحديث وكذا اخرجه مثل الطبري وابن الجوزي وابن كثير من المحدثين المفسرين المشهورين.
الرابع: الحسكاني تتملذ على الحاكم النيسابوري وابن منجويه وتفقه على القاضي ابي العلاء صاعد بن محمد وتتلمذ عليه الحافظ الدار قطني وكذلك المحدث عبد الغافر الفارسي صاحب التاريخ وكل هؤلاء من علماء وائمة اهل السنة.وترجم له الذهبي والسيوطي ووثقوه بقولهم فيه: شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث...وترجم له تلميذه عبد الغفار بن اسماعيل النيسابوري الفارسي في تاريخه في ذيل تاريخ نيسابور بانه حنفي المذهب يميل الى مذهب العدل أي الاعتزال ولم يرمه بالتشيع بل قال عنه: وخير رأس ماله معرفة الحديث ورجاله، ورأيت فهرست تصانيفه بخطه، يبلغ الصغار والكبار منها قريبا من المائة، وفيها فوائد، ولم يكن في أصحابه في زمانه وبعده من يبلغ درجته في معرفة الحديث ومعرفة رجاله.أهـ
الخامس: واما كتابه شواهد التنزيل فله مخطوطات عدة تثبت انه له ولا يمكن قبول تشكيككم بكل كتاب لاحد ائمتكم لمجرد ورود اشياء تخالف هواكم ومذهبكم كما طعنتم بنسبة وكتاب الروح لابن القيم وكتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري مع ورود اكثر المتون التي تستنكروها عليه في كتبه الاخرى كما هو الحال في هذا الكتاب وهذا الحديث (حديث التصدق) الذي لم ينفرد الحاكم الحسكاني بتخريجه فيه بالاضافة الى كون تشكيككم في هذه الكتب لا يستند الى دليل علمي او نسبته الى مؤلف اخر وانما هو الهوى والصدمة لا غير!!
السادس: اما الحسكاني فهو عبيد الله بن عبد الله بن احمد الحذاء الحنفي ولا يعرف بهذا الاسم وهذا اللقب الا هو بالاضافة الى عائلته العلمية الموثقة عند السنة ايضا من ابيه وعمه وجده واخوته وابناءه وهو اشهرهم وهو الوحيد المسمى الحاكم الحسكاني وهذا اللقب (الحاكم) هو اعلى درجات العلم والاطلاع على الحديث النبوي وطرقه ورجاله والحكم عليها بالصحة والضعف.ودمتم في رعاية الله