logo-img
السیاسات و الشروط
ليث خضير عباس الچراخ ( 42 سنة ) - العراق
منذ سنتين

السلام عليكم ورحمة الله عائلتي (زوجتي وأطفالي) أمنعهم منعاً باتاً من المسلسلات المدبلجة التركية أو الهندية وما أشبه ذلك.. أصبحوا يتابعون المسلسلات الخليجية.. وبعض الأحيان تظهر بعض الصور وأنا أخاف أن أمنعهم أكثر من ذلك لأنه الضغط عليهم سيؤثر عليهم على الصلاة أو حالتهم النفسية إحتمال يكون ردة فعل من الضغط وأنا حائر في ذلك.. تصرفي صحيح او ماذا؟


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في شؤون الأسرة.. الأفضل من كل ذلك هو أن توجد فيهم الواعز الديني الذي يمنعهم من مشاهدة ما يضر بدينهم وأخلاقهم فتعلمهم الحدود الشرعية التي يجب عليهم الوقوف عندها وإن تثبت في نفوسهم مبدأ الرقابة الالهية على أعمال العباد وإن الله تعالى مطلع على أعمالهم ويحاسبهم عليها وإن الله تعالى منعنا من أشياء يجب علينا تجنبها في السر والعلن.. وإن كل عمل يصدر منا مسجل في صحيفة أعمالنا وسوف يعرض علينا يوم القيامة وسنحاسب على ما كتبنا في سجل أعمالنا.. يقول تعالى: ( وَ وُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَ يَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) الكهف ٤٩ وقال تعالى ( هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) الجاثية ٢٩ وقال تعالى ( وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) الاسراء ١٣ —١٤ إن تعزيز تلك المفاهيم وتثبيتها في النفس وتثبيت الإيمان بها في القلوب لهو من أعظم الأشياء التي توجد في النفس الرادع الذي يمنع من الوقوع في المعاصى وهي كذلك وسيلة تدعو المرء للاجتناب عن كل ما يضر بدينه واخلاقه وقيمه ، ولو توقفنا عند لقمان الحكيم حينما كان يجلس مع ابنه ويحدثه بالحكمة والموعظة الحسنة ويعلمه الدين والاداب والاخلاق ويدعوه الى الفضائل فقد حدثنا القران الكريم عن ذلك قائلاً ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) لقمان ١٣ ثم يقول ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) لقمان ١٦–١٩ إن ذلك وغيره يرشدنا إلى الوظيفة المهمة للأب تجاه أبناءه فوظيفة الأب هو أن يعلم أبناءه ما لابد لهم من تعلمه ويرشدهم إلى الفضائل ويجنبهم الرذائل ويعزز في نفوسهم تلك القيم والمفاهيم الدينية التي بها نجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة فإن ذلك من أعظم السبل لوقايتهم وتحصينهم من الانزلاق في أحضان الشيطان واتباعه حيث يقول سبحانه ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) التحريم ٦ أخي الكريم إن حديثك مع أبناءك وزوجتك وتعليمك لهم وإرشادهم وبيان ما هو حرام يجب عليهم تجنبه وما هو جائز يباح لهم مشاهدته وبيان عواقب النظر إلى ما هو محرم في الشريعة وكذلك تجنب ما هو مقدمة للوقوع في الحرام وتحذيرهم من وسائل الشيطان وأساليبه في اضلال الناس اضافة الى عدم وضعك بين أيديهم ما يعرضهم للوقوع في المخالفات الشرعية، فإن كل ذلك من واجباتك الشرعية تجاه من وليت أمرهم وعُنيت بشأنهم فواجب الأب أن يصون الولد عمّا يفسد أخلاقه ويؤدّي إلى انحرافه، فلو أمكن اتّخاذ الإجراءات الكفيلة بحصول الأمن من انجراره إلى الفساد ولو بحذف القنوات التي تروج للفساد والانحلال ولو من خلال ما تبث في بعض برامجها ، أو تشجيعهم على نبذ هذه البرامج واستبدالها بما هو نافع ومفيد وليس فيه ما هو ضار بدينهم وأخلاقهم وجب عليك ذلك.. وأعلم أن ذلك من أهم الوظائف الدينية التي لا ينبغي التسامح بها إذا توفرت شروطها وهي وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي هو من أعظم الواجبات الدينيّة قال الله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.. روي عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: (كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم، ولم ‏تأمروا بالمعروف ولم ‏تنهوا عن المنكر ) فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال (صلّى الله عليه وآله): (نعم) فقال: ( كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف؟) فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟ فقال: (نعم، وشرّ من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟). وقد روي عنهم (عليهم السلام): (أنّ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحلّ المكاسب، وتمنع المظالم، وتُعمَّر الأرض، وينتصف للمظلوم من الظالم، ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البرّ، فإذا لم ‏يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلّط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء). ويتأكّد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقّ المكلّف بالنسبة إلى أهله، فيجب عليه إذا رأى منهم التهاون في الواجبات أمرهم بالمعروف حتّى يأتوا بها على وجهها ، وكذا الحال إذا رأى منهم التهاون في المحرّمات فإنّه يجب أن ينهاهم عن المنكر حتّى ينتهوا عن المعصية.. دمتم في رعاية الله وحفظه.

3