السلام عليكم
دائماً نسمع خطباء المنابر يقولون عن الإمام الحسين (عليه السلام) : السلام عليك يا رحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة.. هل يوجد حديث عن أحد الأئمة يؤيد هذا الكلام؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ان رحمته تعالى وسعت كل شيء فحتى الشيطان الرجيم يتنعم برحمة الله فلولا ان رحمه وامهله الى يوم القيامة لما بقي منه شيء لكان في العدم!
فكل الوجود يتمتع برحمة الباري عز وجل ،ولكن بعض هذه الموجودات تنقطع عنها الرحمة بسبب سوء اعملها فتتبدل الرحمة عليهم الى غضب من الله تعالى وعذاب الليم. ولكن غضبه تعالى جداً محدود لانه كتب على نفسه الرحمة ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (لَوْ تَعْلَمُونَ قَدْرَ سَعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى؛ لاتَّكَلْتُمْ عَلَيْهَا، وَمَا عَمِلْتُمْ إِلَّا قَلِيلا.. وَلَوْ تَعْلَمُونَ قَدْرَ غَضَبِ اللَّهِ تَعَالَى؛ لَظَنَنْتُمْ أَنْ لا تَنْجُوا، وَأَنْ لا يَنْفَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ).. ولهذا ربما النَبي وآل النَبي كتموا روايات الرحمة؛ لأنّهم لو بيّنوا هذهِ الروايات من الممكن أن يتمادى البعض في المعصية، تعويلاً على رحمة الله عز وجل التي وسعت كُلّ شَيء!
قال الامام الصادق (ص) : إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك وتعالى رحمته ، حتى يطمع إبليس في رحمته . المصدر: أمالي الصدوق
ومن تجليات رحمة الله تعالى هم الانبياء والأولياء ، نُقل عن النَبي قوله: (إنَّ اللهَ عز وجل خَلَقَ مئةَ رَحمة: فرحمةٌ بينَ خَلقهِ يتراحمون بِها، وادّخَرَ لأوليائِه تِسعَةً وتسعين)، فالرحمة المتجلية في الدنيا، منها رحمة الأم لولدها، هذه قسم من مئة رحمة، وتسعة وتسعون ادّخرها لأوليائه.
قال تعالى ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم﴾
عن أمير المؤمنين عليه السلام: الله رحيم بعباده، ومن رحمته أنَّه خلق مائة رحمة جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم، فبها يتراحم الناس، وترحم الوالدة ولدها، وتحنن الأمهات من الحيوانات على أولادها، فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسع وتسعين رحمة فيرحم بها أمة محمد، ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة حتى أنَّ الواحد ليجئ إلى مؤمن من الشيعة فيقول: اشفع لي، فيقول: وأي حق لك عليَّ ؟
فيقول: سقيتك يوماً ماءًا، فيذكر ذلك فيشفع له فيشفع فيه، ويجيئه آخر فيقول: إنَّ لي عليك حقاً فاشفع لي.
فيقول: وما حقك عليَّ ؟
فيقول: استظللت بظل جداري ساعة في يوم حار، فيشفع له فيشفع فيه، ولا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائه ومعارفه، فإنَّ المؤمن أكرم على الله مما تظنون(25)، ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم﴾.