احمد الحسناوي - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 شأن نزولها في مصادر أهل السنّة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يخفى ما لدلالة آية المباهلة على عظيم الفضل والمنزلة لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، ولكن المشككين من الوهابية لا يروقهم سماع فضيلة من فضائل أهل البيت(عليهم السلام)، ولذا تراهم ينكرون مهما استطاعوا تلك الفضائل، ومن هذا الباب محاولة البعض منهم إنكار أنّ المراد بـ (( أَنفُسَنَا )) الواردة في الآية الكريمة هو الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فهل يوجد نص نبويّ صريح وصحيح من كتب القوم يذكر أنّ الإمام عليّ(عليه السلام) هو المراد بـ (( أَنفُسَنَا )) ؟


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد صرح رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّ عليّاً(عليه السلام) هو كنفسه صلوات الله عليه. ففي (مجمع الزوائد) للهيثمي: قال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد عليّ، فقال: هذا) (1) . وفي (المصنف) للصنعاني: عن عبد الله بن حنطب، قال لرسول الله(صلى الله عليه [وآله] وسلّم) لوفد ثقيف حين جاءوا: (لتسلمنّ أو لنبعثن رجلاً منّي - أو قال: مثل نفسي - فليضرب أعناقكم، وليسبينّ ذراريكم، وليأخذنّ أموالكم)، فقال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلاّ يومئذ، جعلت أنصب صدري رجاء أن يقول: هو هذا. قال: فالتفت إلى عليّ، فأخذ بيده ثم قال: (هو هذا، هو هذا) (2) . وفي (المصنف) لابن أبي شيبة: (اللهم أنا أو كنفسي، ثم أخذ بيد عليّ) (3) . وفيه أيضاً: قال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو لنفسي فليضربنّ أعناق مقاتليهم وليسبينّ ذراريهم، قال: فرأى الناس أنّه أبو بكر أو عمر، فأخذ بيد عليّ، فقال: هذا) (4) ، وذكر ذلك أبو يعلى في مسنده (5) ، والحاكم في (المستدرك) وقال: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه (6) . ثم إنّ الثابت عند الفريقين أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يخرج للمباهلة سوى عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، وقد أشار إلى فاطمة بكلمة (( نِسَاءَنَا )) ، وإلى الحسن والحسين بـ (( أَبنَاءَنَا )) ، ولم يبق لعليّ(عليه السلام) سوى كلمة (( أَنفُسَنَا )) . ولا يصح أن يقال أنّ المراد بـ (( أَنفُسَنَا )) هو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)؛ لأنّه لا معنى لأن يدعو نفسه، بل المدعو لابد أن يكون غيره؛ إذ لا يمكن اتحاد الداعي والمدعو. ودمتم في رعاية الله

6