logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

موضوع

أنا في الصف السادس العلمي.. وهذه السنة الثانية لي فيه.. تأتيني حالة وأريد التخلص منها.. وهي : أنني لا أستطيع الدراسة، ولا أستطيع القراءة.. ليس لي طاقة على الكتب المنهجية.. وهذا التفكير أتعبني كثيراً، وولد لي قلق نفسي، وأقرأ بسرعة في سبيل أخلص من المنهج بأي طريقة كانت.. ووصلت بي الحالة أنني أريد أن أطلب من والدتي بأن تأخذني إلى الطبيب النفسي، وأخاف أن لا تقبل.. علماً أنني تركت الصلاة منذ سنين.. أنا أعلم بأن الذي يبتعد عن الله سبحانه وتعالى، سوف تصعب عليه حالته النفسية.. لكن في العام الماضي لم تحصل لي هذه الحالة.. مضافاً أن أي شخص يقوم بالاستهزاء بي، أبقى أفكر بما قاله، وأحاول أن لا أفكر ولكن من دون جدوى.. كيف أتخلص من ذلك؟


سلام عليكم إبنتي الكريمة.. مرحلة السادس الإعدادي، تعتبر (غالباً) الفيصل لمستقبل الفرد.. فمن خلال بابه يدخل إلى مستقبله الأكاديمي، وقد يهتم به كثيراً أو قليلاً حسب ما يُقيم له من قيمة.. فالمسألة تختلف من شخص لآخر، حسب ما يريده هو وحسب ما يعطيه من درجة إهتمام له.. ثم إن الأهل - في الأعم الأغلب - يُولُونَ لهذه المرحلة الإهتمام البالغ، حرصاً منهم لذريتهم وظناً منهم أن المستقبل محصور بهذه المرحلة الحرجة.. لذا نجدهم يوجهون، ويبذلون، ويراقبون، ويترقبون بحذر، ويتشوقون لنتائج فلذات أكبادهم.. فأما الفرح والسرور أو الحزن والتأسف (لا سامح الله).. فلابد من ملاحظة الأهمية والاهتمام، وأن لا نكون في معرض خذلان الأهل، وعدم المبالاة، بل عليها الشعور والاستشعار بالمسؤولية.. هذا من جانب.. من جانب آخر : أي عمل أو مشروع أو مسؤولية ما.. لابد من وضع خطة أو ستراتيجة أو برنامج لها.. بما يتوافق مع وضع الإنسان، فليس من الضروري أن تكون فكرة أو نظام لشخص (وإن كانت ناجحة بالنسبة إليه) أن تكون هي كذلك بالنسبة لي.. نعم، نحن نستفاد من تجارب الآخرين، وندرسها، ونتعلم منها، بعد ذلك نضعها في إطار ما يتلائم ووضعنا.. فلا بأس بأن نضع برنامج خاص بنا، وفي ذات الوقت قابل للتغير، بمعنى أضعه لمدة أسبوع مثلاً، ثم أغيره، كي لا يتولد الملل والروتين.. لكن علينا أن لا ننسى الثوابت (التي هي النوم مبكراً، والاستيقاظ مبكراً).. ويمكن دراسة أكثر من مادة خلال اليوم، فيمكن الجمع بما كان علمياً بحتاً وما كان حفظياً بحتاً، كي يحصل التنوع.. مضافاً، بأن أضع ساعات خلال كل يوم، لا تنقص منها، وإن توزعت على مدار اليوم الواحد.. وهكذا.. هذا كله هو ما ننصح به من الجانب الدراسي.. أما الجانب النفسي.. فنقول : إعلمي إبنتي (وفقك الله لما يحب ويرضى).. أن الإنسان مهما بلغ به ما بلغ، يبقى عاجزاً، مفتقراً، محتاجاً إليه سبحانه.. فهو القادر والرازق، وهو أقرب من حبل الوريد.. وإن الإعراض عنه (جلت قدرته) هو الخسران المبين.. يقول تعالى : [وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ] (124) سورة طه فعليك (بعد التوكل على الله سبحانه) بالرجوع إلى الصلاة، والتوبة والاستغفار، وإدراك ما فاتك، وتصحيح المسار.. وإن الدعاء في ساعة الإجابة، كفيلة بتغيير الحال.. وهذا شهر رمضان قد أقبل إلينا محملاً بالجوائز، وساعات مظان الإجابة.. ومن خلال السؤال نستوضح مدى الحرص لديكم، ومدى الرغبة في التخلص من الضغوطات النفسية، التي أصبحت نذير شؤم وتشائم.. فلندع ما مضى، ونتوكل عليه عز وجل، ونتقرب منه.. [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ] (سورة البقرة:186).. وقوله تعالى : [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ] (53) سورة الزمر.. ونسأل الله لكم الخير كله، إنه سميع مجيب الدعاء.

2