عبداللطيف ( 23 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

الحاجة إلى الملائكة والعذاب لاينز مع وجود الانبياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما العلة من ١.تكليف الله عز وجل بعض الملائكة ببعض الأعمال مع قدرة الله عليها مثل قبض الأرواح ٢.عدم حلول العذاب على الأمم الظالمة مع وجود الرسل عليهم السلام مع قدرة الله على جعل العذاب على الظالمين وحفظ رسله عليهم السلام وهم في نفس المكان.


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب جواب السؤال الاول: إنّ خلق الله تعالى للملائكة ليس بسبب الحاجة إليها في أعمالهم والاستعانة بها لأمور خلقه , بل الله أكرم من أن يحتاج إلى أحد من خلقه , إذ كيف يحتاج إلى مَن هو محتاج إليه ؟ بل هي محتاجة اليه تعالى في حركاتها وسكناتها فلا يمكن ان يكون خلقه للملائكة من باب الحاجة , بل من جهة أن الله تعالى قد خلق هذا الكون حسب نظام ومقتضيات وأسباب , وأراد تعالى أن تجري أمور هذا الكون بأسبابها وفق قوانينه التي خلقها لهذا الكون , فهذا الكون وما فيه تحت هيمنته وجبروته لا يتخلّف عنه طرفة عين أبداً . قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في دعاء كميل المعروف : ( وكل سيئة أمرت باثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني وجعلتهم شهوداً عليّ مع جوارحي وكنت أنت الرقيب عليّ من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم.. ). ومعنى هذا : أن الملائكة يخفى عليهم ما لا يخفى على الله , فكيف هو يحتاج إليهم ويستعين بهم؟ بل الصحيح ـ والله العالم ـ أنّ ذلك لانتظام الكون وشؤون الخلق , فخلق الملائكة وكلّفهم بمهام وقضايا هو أعلم بها . (انتهى جواب مركز الابحاث العقائدية) ونضيف شيئا ان الملائكة بكل ما تتمتع به من القدرات انما هي من عند الله تعالى فلا يمكن ان نتصور ان الملائكة لها تدبير وقدرة من دون الله تعالى بل الله تعالى هو الذي اقدرهم على ذلك وهو اقدر منهم على ما اقدرهم عليه فبالحقيقة انما المدبر لكل ما يعمله الملائكة هو الله تعالى الا ان هناك امورا فيها جنبة نقص بمقتضى ارتباطها بالجانب المادي للانسان والله تعالى منزه عن النقص فيوكل هذا الجانب المادي من جهة انه تعالى منزه عن المادة الى الملائكة ويعطيها القدرة على تدبير هذه الامور وهذا وغيره كله يرجع الى الاسباب والمسببات وكلها بيد الباري عز اسمه. جواب السؤال الثاني: ان الله تعالى قادر على ان ينزل العذاب على قوم مخصوصين كما حصل في حادثة الحارث الذي اعترض على النبي صلى الله عليه واله في امامة علي عليه السلام فانه بمجرد ان رحل عن النبي صلى الله عليه واله نزل عليه العذاب ولم ينزل عليه العذاب بمحضر النبي ولعل سبب ذلك ان الله تعالى عندما لا ينزل العذاب مع وجود الانبياء ليبين لهؤلاء القوم ان عذابه لا ينزل عليهم اكراما لنبيه الذي بين ظهرانيهم ((وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ...))( الأنفال : 33). وهذه سنة الله أي انه اكراما لبعض الوجودات لا ينزل العذاب على قوم عاثوا في الارض الفساد فقد ورد في الحديث النبوي: ((لولا أطفال رضّع ، وشيوخ ركَّع ، وبهائم رتّع لصّب عليكم العذاب صبّا)) وفي كتاب من لا يحضره الفقيه عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السّلام أنّه قال : ((إنّ سليمان ابن داود عليه السّلام خرج ذات يوم مع أصحابه ليستسقى فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها إلى السّماء وهي تقول : اللَّهمّ إنا خلق من خلقك لاغناء بنا عن رزقك ، فلا تهلكنا بذنوب بني آدم ، فقال سليمان لأصحابه : ارجعوا فقد سقيتم بغيركم)). ومن كل هذا نعرف ان الله تعالى اكراما للانبياء لا ينزل العذاب على قومه ولذا يامرهم بالخروج فيصب علهم العذاب صبا بما جنت ايديهم من الكفر والضلال والافساد. حفظكم الله ورعاكم ودفع عنكم وعن جميع المسلمين والمؤمنين كل بلاء ووباء وسوء.

1