( 23 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الزواج

السلام عليكم مالفرق بين الزواج والنكاح في القرآن الكريم؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم .. ذكر الشيخ حسن الجواهري في تقريرات بحثه في كتاب النكاح، بأن الزواج لغة يدل على مقارنة الشيء للشيء ومن ذلك الزوج: زوج المرأة والمرأة زوج بعلها وهو الفصيح.. قال تعالى مخاطباً آدم: (أسكن أنت وزوجك الجنّة).. والزواج: الاقتران.. وزوّج الأشياء تزويجاً: قرن بعضها ببعض.. إن الزواج لم يستعمل في القرآن في معنى الزواج المعروف بين الناس الاّ في موضع واحد وهو قوله تعالى: (فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها)وهو زواج النبي (صلى الله عليه وآله) من زينب بنت جحش.. فإن التزويج بمعنى النكاح بالعقد متعدٍّ بنفسه.. وامّا قوله تعالى: (وزوجناهم بحورٍ عينٍ) فقد قالوا (باستثناء مجاهد) حيث قال انها بمعنى (انكحناهم) أنّها بمعنى الاقتران.. إذاً المعنى قرنّا هولاء المتّقين بحور العين.. وقد استخدم القرآن لفظ النكاح (بمعنى التزويج) في كل مناسباته ما عدا تزويج النبي (صلى الله عليه وآله) بزينب بنت جحش. قال تعالى: (وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامنائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).. وقال تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنَّ)فقد اطلق لفظ النكاح على العقد.. وقال تعالى: (ولا تعزموا عقدة النكاح ... المزید).. وقال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا اذا انكحتم المؤمنات).. فكل هذه الاستعمالات هي في عقد التزويج وكذا السنة النبوية حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): من أحبّ أن يتّبع سنتي فإنّ من سنّتي التزويج. وكذا قال النبي (صلى الله عليه وآله): (تناكحوا تناسلوا حتى اباهي بكم الأمم ولو بالسقط).. وقد استعملت السنة لفظ التزويج وليس الزواج فقال عليه السلام: من تزوّج فقد أحرز نصف دينه.. ولا يختصّ الزواج بالإنسان، بل يعمّ غيره أيضاً.. فنقول: عندي زوجا نعال وزوجا حمام وأنت تعني ذكراً وأُنثى وزوجا جورب أيمن وأيسر وهذا لا يختصّ بالعلاقة الزوجية كما هو واضح من الاستعمال المتقدّم.. اما لفظة النكاح: فقد قال ابن الفارس: (النون والكاف والحاء أصل واحد وهو البضاع) بكسر الباء، يعني الجماع.. والنكاح يكون للعقد دون الوطئ، يقال: نكحتُ تزوجتُ وأنكحتُ غيري.. وقال الخليل وغيره: ونكَحَها: باضعها أيضاً، وقال الاعشى في نكح بمعنى تزوّج وإمرأة ناكح: أي ذات زوج.. وانكحه المرأة: زوّجه إيّاها.. وانكحها: زوّجها.. والنكاح إنما يكون للإنسان خاصّة فيقال: (نكح الإنسان. كام الفرس, باك الحمارُ, وقاعَ الجمل ونزا التيس والسبعُ, وعاظل الكلب وسفد الطائر وقمط الديك).. أقول : على ما تقدّم يكون لفظ النكاح هو العنوان الأفضل لهذا الباب لما تقدّم بيانه وهو واضح. إذ أن الزواج لا يختصّ بالإنسان.. بل يعمّ غيره أيضاً.. امّا النكاح فهو للإنسان فقط دون غيره.. نعم إن النكاح قد يساوي التزويج، فيكون النكاح والتزويج بمعنى واحد حيث يطلقان على العقد بخلاف الزواج.. دمتم في رعاية الله.