- ألمانيا
منذ 4 سنوات

هنالك شبهة مفادها أن من يستدل على الامامة بعد النبي [صلى الله عليه و آله و سلّم‏] بالدليل التاريخي و هو إن الظروف المحيطة بالاسلام من وجود الفرس و الروم و المنافقين و المتربصين بالاسلام تتطلب أن يعين النبي [صلى الله عليه و آله و سلّم‏] خليفة من بعده، وت قول الشبهة: أن تعيين خليفة للرسول [صلى الله عليه و آله و سلّم‏] من بعده، و من ثم يزاح عن منصبه هو كاللاتعيين، و يبقى الخطر قائماً. فما هو جواب الشبهة؟


حسب رأي السيد الحكيم

وظيفة الله تعالى الثابتة بموجب لطفه عقلًا هو حفظ المصالح و تجنب المفاسد تشريعاً بأن يشرع شريعة كاملة تصلح الناس و تصلح لهم، و يقيم الحجة الكافية على ذلك ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيى عن بينة، و أما بعد كمال الشريعة و صلاحها فالاختيار مفتوح للناس، فإن شاؤوا شكروا النعمة باتباع الشريعة و سعدوا، و إن شاؤوا كفروا النعمة بمخالفة الشريعة و هلكوا، كما قال تعالى:" إنا هديناه السبيل إما شاكراً و إما كفوراً". و الامامة من جملة الشريعة إذ جعلها الله تعالى بنحو لو عمل عليها لصلح أمر الاسلام فقد أدى ما عليه، و بقي ما على الناس فإن أطاعوا صلح أمر الاسلام، و إن عصوا تحملوا هم الجريمة، و لا حجة لهم على الله تعالى بل كانت الحجة له عليهم أما إذا لم يجعلها فلا جريمة عليهم، بل كانت لهم الحجة عليه و كان التقصير منه و المسؤولية عليه، تعالى عن ذلك علواً كبيراً.

1