logo-img
السیاسات و الشروط
حيدر ألمدامغة ( 47 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

هيهات منا الذلة وأذل عزيزنا

السلام عليكم قال الامام الحسين عليه السلام الا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السله والذله وهيهات منا الذله يأبى الله لنا ورسوله والمؤمنون اما الامام الرضا عليه السلام فانه يقول ان يوم عاشوراء قد أذل عزيزنا فكيف الامام الحسين يقول هيهات منا الذلة والامام الرضا يقول قد أذل عزيزنا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته    يمكن عرض الجواب بنحوين: -      الأول: مجمل.       والثاني: مفصل.      وذلك بغية إيقاف السائل الكريم والإخوة المطالعين الكرام على الجواب بنحو لا يكون فيه ترديد، ويحصل الغرض المرجو من هذه المطارحات الفكرية، والله تبارك وتعالى ولي السداد لما فيه خير العباد.       الجواب اجمالاً:       للذلة متعلقان: -       الأول: ما كان متعلقها نفس الشخص.       الثاني: ما كان متعلقها الطرف المقابل.       والمراد – والله العالم – من قول الإمام الرضا (عليه السلام) بقوله: (أذل عزيزنا) هو الثاني، والمراد من قول سيد الشهداء (عليه السلام) هو الأول.        ومع اختلاف متعلق القولين يرتفع التنافي، شأن كل متنافيين يرتفع ما بينهما من تنافس عند اختلاف موضوعهما أو متعلق أحدهما.      الجواب مفصلاً: 1- إن للإذلال عدة معانٍ، منها: الغلبة، قال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية حرف الألف ص32: (وإذلال أحدنا لغيره غلبته له على وجه يظهر ويشتهر).      وبهذا لا يكون تنافٍ بين القولين، فإن أحدهما - وهو قول الإمام الرضا (عليه السلام) - ناظر للغلبة. والثاني - وهو قول الإمام الحسين (عليه السلام) - ناظر للإهانة. 2- يمكن أن يكون مراد الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله هذا أن الذلة لا تصدر منا، أي لا يصدر منا فعل يسبب لصاحبه الذل والهوان.      والمراد من الحديث المنقول عن الإمام الرضا (عليه السلام) أن القوم كانوا يقصدون إذلال سيد الشهداء (عليه السلام)، وما سبي عياله وحرق خيامه وتجريده من ثيابه.      وهذا وإن كان فيه ذل ظاهر، إلاّ أن العقل والعقلاء لا يرون فيه بأساً على المفعول به، لأن الفعل المستحق للإذلال لم يصدر منه (عليه السلام). نعم لايخفى عليكم أن الإمام الحسين (عليه السلام) قد خُيّر بين امرين ،الاول ان يبايع يزيد ويدخل تحت طاعته وبالتالي يحق ليزيد ان يأمره ويننهاه ولايحق للامام ان يخالفه ،ويزيد لعنه الله شارب الخمر مرتكب الفواحش ،والحسين ابن النبي وسيد بني هاشم ،فهذه الذلة الحقيقة التي لم يقبل بها الحسين ان يكون تحت امرة اهل الفجور والمعاصي فيكون في صفهم فإن هذه ذلة في الدنيا والاخرة ،وهذه الذلة قد رأيناها في عمر ابن سعد ومن تابع يزيد وبايعه فقد لبسهم الذل والعار في الدنيا والاخرة،بخلاف الإمام الحسين (عليه السلام) و أصحابه فإن الاجيال تتشرف بذكرهم والوقوف على اعتاب قبورهم. وقد شاهد أصحاب الحسين عليه السلام مكانهم في الجنة التي وعدوا بها ،فهذه عزة مابعدها عزة. فإنها عزة النفوس.      فيكون قول الإمام الرضا (عليه السلام) مشاكلة، كما في قوله تعالى: (يمكرون ويمكر الله) فمشاكلة لفعلهم عبر القرآن عن فعله عز إسمه بالمكر، مع أن الخالق تبارك وتعالى لا يصدر منه القبيح.فهو من حيث ماجرى على أهل البيت (عليهم السلام) من قتل وضرب بالسياط وسحق الأجساد الطاهرة وسبي نساء أهل البيت( عليهم السلام ) وساقوهم كما تساق الاسارى بذل وهوان بلا رادع ولا حفظ لكرامة ومنزلة أهل البيت عليهم السلام. فلاتنافي بين القولين كما ترى      ملخص الجواب:      لا يوجد تنافٍ بين الحديث المنقول عن الإمام الرضا (عليه السلام) وبين الحديث المنقول عن سيد الشهداء عليه السلام.      فمراد الإمام الرضا (عليه السلام) أن القوم تعاملوا مع سيد الشهداء عليه السلام بإذلال، غير أنه عليه السلام تعامل معهم معاملة السيد العزيز، وهذا معنى قوله (عليه السلام) هيهات منا الذلة.

2