( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

سبب ابتلاع الحوت للنبي يونس عليه السلام

١- ماهو سبب ابتلاع الحوت للنبي يونس عليه السلام ؟ ٢- هل حقاً استغاث بالإمام علي ع للنجاة؟


١-وفق ما ورد في الرّوايات، فقد صعد يونس عليه السلام إلى السفينة، ثمّ إنّ حوتاً ضخماً وقف أمام السفينة، فاتحاً فمه وكأنّه يطلب الطعام، فقال ركاب السفينة: إنّ هناك شخصاً مذنباً معنا يجب أن يكون طعام هذا الحوت، ولم يجدوا سبيلاً سوى الاقتراع لتحديد الشخص الذي يُرمى للحوت، وعندما اقترعوا خرج اسم يونس، وطبقاً للرواية فإنّهم اقترعوا ثلاث مرّات وفي كلّ مرّة كان يخرج اسم يونس عليه السلام، فأمسكوا بيونس وقذفوه في فم الحوت العظيم، وقد أشار القرآن المجيد في آية قصيرة إلى هذه الحادثة، قال تعالى: ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ﴾. ساهم في مادّة (سهم) وتعني إشتراكه في الاقتراع، فالاقتراع تمّ على ظهر السفينة بالشكل التالي، كتبوا اسم كلّ راكب على (سهم) ثمّ خلطوا الأسهم وسحبوا سهماً واحداً، فخرج السهم الذي يحمل اسم يونس عليه السلام. (مدحض) مشتقّة من (دَحْض) وتعني إبطال مفعول الشيء أو إزالته أو التغلّب عليه، والمراد هنا أنّ إسمه ظهر في عملية الإقتراع من بين بقيّة الأسماء. وقال القرآن الكريم: ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ أي إنّ حوتاً عظيماً التقمه وهو مستحقّ للملامة، ولم تكن هذه الملامة بسبب إرتكابه ذنباً كبيراً أو صغيراً؛ لأنّه معصوم وإنّما بسبب تركه العمل بالأولى، واستعجاله في ترك قومه وهجرانهم، من دون انتظار أمر الله، كما أمر الله رسوله محمداً صلى الله عليه وآله بالخروج من مكة، فامتثل أمر ربّه وخرج، أمّا يونس عليه السلام فخرج بلا انتظار. وبعد بلعه من قبل الحوت أعطى الله سبحانه وتعالى أمراً تكوينياً إلى الحوت أن لا تلحق الأذى بيونس، إذ عليه أن يقضي فترة في بطنه الذي لم يسبق له مثيل، كي يدرك تركه العمل بالأولى، ويسعى لإصلاحه. وورد في إحدى الرّوايات أنّ "أوحى الله إلى الحوت: لا تكسر منه عظماً ولا تقطع له وصلا"، فانتبه يونس عليه السلام بسرعة للحادث، وتوجّه على الفور إلى الله سبحانه وتعالى وتكامل وجوده مستغفراً الله على تركه العمل بالأولى، وطالباً العفو منه، قال تعالى: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾. أي إنّه نادى من بطن الحوت بأن لا معبود سواك، وأنّني كنت من الظالمين، إذ ظلمت نفسي، وظننت أنّك لن تضيّق عليّ لقربي منك. ٢- لم يثبت ذلك بحديث معتبر السند والمستند، إلا من خلال الأحاديث العامّة التي كان فيها الأنبياء والرسل يعرفون مقام محمد وآله صلوات الله عليهم عند الله، كما في استعانة أوّلهم آدم عليه السلام عند شدّته، وكذلك بقيتهم صلوات الله عليهم حينما يشتد عليهم أمر من الأمور فيتعلقون بالله من خلال أهل البيت عليهم السلام.

2