لعن الصحابة
هل يجوز لعن بعض الصحابة أو حرام؟ لقد سمعت عدة محاضرات مسجلة لأحد شيوخ الشيعة (الشيخ الراحل أحمد الوائلي) يقول: أنه لعنهم حرام؛ لأن الصحابة كانوا رفقاء سلاح للإمام علي (عليه السلام )، وكانت معاملة الإمام معهم حسنة، و لكن هذا لا يعني أن الإمام لا يستنكر بعض أفعالهم كأخذ حقه بالخلافة و خروج عائشة علية؛ لذلك لا يجوز لعنهم و إنما فقط يجب استنكار بعض أفعالهم بل يجب احترامهم و عدم الإساءة لهم. و هذا تماماً عكس ما يقال من شيوخ الشيعة في الوقت الحالي، بل الشيوخ الآن ومعظم الشيعة يشجعون على لعن الخلفاء، ويقولون: أنهم في نار جهنم، فهل هذا هو الصحيح أو هدفهم نشر الطائفية لا أكثر؟- مع العلم أني شيعية لكن أريد أعرف ماهو الصح مع الدلائل-.
١-من حيث المطلب العلمي اللعن وارد في الشريعة المقدسة قرآناً وسنة، ولا يمكن لأحد أن يغالط في هذه الحقيقة العلمية .
ولكن من باب تقديم المصلحة الإسلامية على المصلحة المذهبية ينبغي الكف عن تناول رموز الطرف الآخر من المسلمين والعمل على تعزيز المشتركات بين المذاهب، بما يعزز وحدة الأمة ويجعلها قوية صامدة أمام تيارات الشرك والإلحاد والتبعية والفساد.
٢-نحن لا نعمل شيئا، ولا نفعله إلّا على طبق ما ورد في القرآن الكريم أو السنّة الشريفة.
فنحن لا نلعن أحداً من الصحابة إلّا من لعنه الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز، أو لعنه الرسول العظيم (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الميامين (عليهم السلام) في السنّة الشريفة.
فقد لعن الله سبحانه وتعالى المنافقين والمنافقات في كتابه الكريم بقوله:{ وَيعَذّبَ المنَافقينَ وَالمنَافقَات وَالمشركينَ وَالمشركَات الظَّانّينَ باللَّه ظَنَّ السَّوء عَلَيهم دَائرَة السَّوء وَغَضبَ اللَّه عَلَيهم وَلَعَنَهم وَأَعَدَّ لَهم جَهَنَّمَ وَسَاءت مَصيرًا} (الفتح: 6).
وعليه حقّ لنا أن نلعن كلّ من ثبت بالأدلّة القطعيّة نفاقه وفسقه.
كما لعن سبحانه وتعالى أيضاً الذين في قلوبهم مرض بقوله: {أولَئكَ الَّذينَ لَعَنَهم اللَّه فَأَصَمَّهم وَأَعمَى أَبصَارَهم } (محمّد:23). ولعن أيضاً الظالمين بقوله: {