( 23 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماهوو رأيكم بتطبيع الامارات مع اسرائيل يقولون لماذا انتم معترضيين على التطبيع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سوى صلح مع اليهود يعني العيش بسلام هل هذا التطبيع صحيح وهل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سوى صلح مع اليهود أرجوا الاجابه بالتفصيل وشكراً


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته يعرف الجميع أنّ الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني ارتكب جرائم لا تحصى بحق العرب والمسلمين واليهود، بلغت درجة الجرائم ضد الإنسانية، والمعضلة التي ينتفض الأحرار ضدها هي الجهود التي تبذلها الصهيونية وتطلب من العرب والمسلمين القبول بتلك الجرائم وأن يتم التعامل معها وكأنّها لم ترتكب أيّ جريمة، وهو ما يسمى التطبيع. فالتطبيع مع الكيان الصهيوني، هو بناء علاقات رسمية وغير رسمية، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واستخباراتية مع الكيان الصهيوني، والتطبيع هو تسليم للكيان الصهيوني بحقه في الأرض العربية بفلسطين، وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية، وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام والرضا بأبشع مراتب المذلة والهوان والتنازل عن الكرامة وعن الحقوق. فالتطبيع مع الظالم ظلم، لأنه إقرار له على ظلمه، وهذا منصوص عليه في مواضع كثيرة: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾(الممتحنة: من الآية 1). وقال أيضاً: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ﴾(القصص:17). وقال النبي(ص): ((من مشى مع ظالم ليعينه على ظلمه، وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام)) أما بالنسبة لمن يقارن بين علاقاته مع "إسرائيل" وبين صلح الحديبية. فإن من أبسط ما يقال: إن هذه المقارنة خاطئة من عدة وجوه، منها: إن صلح الحديبية هو هدنة بين عدوين، ولا يقارن بإقامة السلام والتطبيع مع عدو ما زال يغتصب الأرض العربية ويشرد أهلها، والسلام والتطبيع في هذه الحالة لا يجوز شرعاً، بينما الهدنة جائزة. ومنها: إن صلح الحديبية عقده قائد الأمة آنذاك، فكان اتفاقاً واحداً صان للأمة وحدتها، ولم يمكّن أعداءها منها. والاتفاقيات المنفردة فرطت عقد الأمة، وأضعفت شوكتها، وقوت أعداءها، ومكنت سرطان الصهيونية الفتاك من التجرؤ على عقيدتها وفكرها.. قال تعالى : ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ(*) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾(المؤمنون52-53). وقال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾(آل عمران: من الآية 103) وفي الحديث الشريف : «من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة، لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله». فكل من وضع يده في يد الغاصبين والصهاينة فهو اعان على قتل الابرياء من المسلمين وكذلك كل من روج للتطبيع بكلام او منشور فيعتبر شريك في الدماء التي تسفك من اعداء الاسلام.

3