سلام عليكم
مَن دس السُم للأمام الجواد عليه السلام؟
المشهور بأن زوجته ام الفضل هي من دَست له السُم وعندما قَرأتُ سيرة الأمام الجواد في درس في برنامجكُم لم تُذكَر أنها هي بل ذكرتُم أن شخص لم يُذكر أسمه دعاهُ الى منزله ودس له السُم في الطعام!!
وردت اكثر من رواية في قاتل الامام او بالاصح المباشر لقتله احدها تذكر ان القاتل هو زوجته وروياة اخرى ذكرها العياشي تقول ان القاتل هو كاتب المعتصم وعبرت عنه بـ فلان
ورواية العياشي فقد روى عن زرقان صاحب ابن أبي داود وصديقه بشدة قال : رجع ابن أبي داود
ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم ، فقلت له في ذلك ، فقال : وددت اليوم انى قد مت
منذ عشرين سنة ، قال : قلت له ولم ذاك ؟ قال : لما كان من هذا الأسود أبا جعفر محمد بن علي
بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم قال : قلت له : وكيف كان ذلك ؟
قال : ان سارقا أقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه ،
فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي عليه السلام ، فسألنا عن القطع في أي
موضع يجب أن يقطع ؟ قال : فقلت من الكرسوع ( 4 ) قال : وما الحجة في ذلك ؟
قال : قلت : لان اليد هي الأصابع والكف إلى الكرسوع ، لقول الله في التيمم : " فامسحوا بوجوهكم وأيديكم " واتفق معي على ذلك قوم .
وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق ، قال : وما الدليل على ذلك ؟ قالوا لان الله لما قال : " وأيديكم إلى المرافق " في الغسل دل ذلك على أن حد اليد هو المرفق قال : فالتفت إلى محمد بن علي عليه السلام فقال ما تقول في هذا يا با جعفر ؟ فقال قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين ، قال دعني مما تكلموا به أي شئ عندك ؟ قال اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين قال : أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه فقال اما إذا أقسمت على بالله انى أقول إنهم أخطئوا فيه السنة فان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف
قال : وما الحجة في ذلك ؟ قال : قول رسول الله عليه وآله السلام السجود على سبعة أعضاء الوجه
واليدين والركبتين والرجلين ، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى : " وان المساجد لله " يعنى به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها " فلا تدعوا مع الله أحدا " وما كان لله لم يقطع قال : فأعجب المعتصم ذلك وامر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف قال ابن أبي داود : قامت
قيامتي وتمنيت انى لم أك حيا
قال زرقان : ان ابن أبي داود قال : صرت إلى المعتصم بعد ثالثة ، فقلت : ان نصيحة
أمير المؤمنين على واجبة وانا أكلمه بما أعلم انى أدخل به النار قال : وما هو ؟ قلت : إذا جمع أمير المؤمنين من مجلسه فقهاء رعيته وعلماءهم لامر واقع من أمور الدين ، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك ، وقد حضر المجلس أهل بيته وقواده ووزرائه وكتابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ، ثم يترك
أقاويلهم كلهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بإمامته ، ويدعون انه أولى منه بمقامه ، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء ؟ قال : فتغير لونه وانتبه لما نبهته له وقال : جزاك الله عن نصيحتك خيرا ، قال : فأمر يوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله فدعاه فأبى ان يجيبه ، وقال : قد علمت انى لا أحضر مجالسكم ، فقال : انى إنما أدعوك إلى الطعام وأحب ان تطأ ثيابي وتدخل منزلي فأتبرك بذلك وقد أحب فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقائك فصار إليه ، فلما أطعم منها أحس السم فدعا بدابته فسأله رب المنزل أن يقيم ، قال : خروجي من دارك خير لك ، فلم يزل يومه ذلك وليله في خلفه حتى قبض صلى الله عليه وآله.
المصدر: (تفسير العياشي ج1 ص319
البحار ج 16 " م " : 29 و ج 12 : 99 . البرهان ج 1 : 471 . ونقله المحدث الحر العاملي في الوسائل ج 3 أبواب حد السرقة باب 4 عن هذا الكتاب مختصرا
أيضا)
لكن يبدو ان الرواية المشهورة على الالسن والتي يتاقلها الخطباء هي رواية السم على يد زوجته.
وفي كل الاحوال فالذي دبر قتل الامام الجواد هو المعتصم بلا شك سواء كان بيد زوجة الامام او شخص دس له السم في طعامه.