وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الايات التي تذكر اهل الكتاب وتمدحهم، انما تمدح المؤمنين منهم في زمانهم، مثلًا قوم موسى عليه السلام الذين آمنوا به يمدحهم القرآن. واما الذين تذمهم الايات فهم: إما الذين لم يؤمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، وقاتلوه ووقفوا ضده فهم ايضًا يقال عنهم أهل الكتاب، وإما الذين آمنوا بنبيهم وخالفوه، كما في بعض المسلمين، تجدهم يؤمنون بالله وبالنبي صلوات الله عليه وآله، ولكنهم يخالفون أوامرهما ولا يطيعونهما، فعبر عنهم القرآن بالمنافقين. واما في قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} سورة المائدة- آية«٨٢». تبين انهما اعداء للمؤمنين، ولكن عداوة اليهود أشد من عداوة النصارى. والذين اقرب مودة هم الذين يقولون نحن نصارى. ودمتم سالمين.