السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر السيد الطباطبائي (قدس سره) في الميزان ج9 ص339 :
وقوله : « وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ » أي رضى الله سبحانه عنهم أكبر من ذلك كله ـ على ما يفيده السياق ـ وقد نكر « رِضْوانٌ » إيماء إلى أنه لا يقدر بقدر ولا يحيط به وهم بشر أو لأن رضوانا ما منه ولو كان يسيرا أكبر من ذلك كله لا لأن ذلك كله مما يتفرع على رضاه تعالى ويترشح منه وإن كان كذلك في نفسه ـ بل لأن حقيقة العبودية التي يندب إليها كتاب الله هي عبوديته تعالى حبا له : لا طمعا في جنة ، أو خوفا من نار ، وأعظم السعادة والفوز عند المحب أن يستجلب رضى محبوبه دون أن يسعى لإرضاء نفسه.
وكأنه للإشارة إلى ذلك ختم الآية بقوله : « ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » وتكون في الجملة دلالة على معنى الحصر أي إن هذا الرضوان هو حقيقة كل فوز عظيم حتى الفوز العظيم بالجنة الخالدة إذ لو لا شيء من حقيقة الرضى الإلهي في نعيم الجنة كان نقمة لا نعمة.