( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

كيف نثبت ان توسل الاعمى كان بذات النبي صلى الله عليه وآله

السلام عليكم ما ردكم على المخالفين عندما يدعون ان حديث الاعمى وتوسله كان بدعاء النبي صلى الله عليه وآله لا بذاته واحد ادلتهم على ذلك ان هناك تكمله للدعاء يقول فيها شفعه في وشفعني فيه ويقولون ان هذه التكملة تدل على ان الاعمى يريد التشفع بدعائه لدعاء النبي حتى يقبل الله شفاعته ويقولون ان الشيعة ومن يجيزون التوسل بذات النبي يتعمدون عدم ذكر هذه التكملة لانهم يعلمون انها تدل على توسل الاعمى بدعاء النبي. فما ردكم عليهم وكيف نثبت ان التوسل كان بذاته صلى الله عليه وآله. اسأل الله ان يوفقكم بحق محمد وآله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا بالسائل الكريم اولا : الحديث ورد عند العامة . ونصه هو : أخرج … أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ، فقال : ادع الله أن يعافيني . فقال صلى الله عليه [وآله] وسلم : (إن شئت دعوت لك ، وإن شئت أخّرتُ ذاك ، فهو خير لك. [وفي رواية : (وإن شئتَ صبرتَ فهو خير لك)] ، فقال : ادعهُ. فأمره أن يتوضأ ، فيحسن وضوءه ، فيصلي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه ، فتقضى لي ، اللهم فشفّعه فيَّ وشفّعني فيه) . قال : ففعل الرجل فبرأ . ثانيا : هذا جواب من العامة حول هذه الرواية : [معنى قوله في حديث الأعمى: (وشفعني فيه)] قال رحمه الله: [وفيه أيضاً أنه قال: (وشفعني فيه). وليس المراد أن يشفع للنبي صلى الله عليه وسلم في حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كنا مأمورين بالصلاة والسلام عليه، وأمرنا أن نسأل الله له الوسيلة. ففي صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال إذا سمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)]. إذاً: قوله: (وشفّعني فيه) إذا ثبتت فإن المقصود بها الإشارة إلى أنه يدعو الله عز وجل بأن يقبل منه الدعاء كما يقبل من النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن يقبل الله دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيه. وقوله: (شفّعني): يعني استجب دعائي، فليس المقصود بالتشفيع بأن يكون له على النبي صلى الله عليه وسلم عدالة أو فضل، ولكن كأنه يقول: اقبل دعائي كما تقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا نوع من الإشفاق والحرص على كشف الضر. قال رحمه الله تعالى: [وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة). وسؤال الأمة له الوسيلة هو دعاء له، وهو معنى الشفاعة؛ ولهذا كان الجزاء من جنس العمل، فمن صلى عليه صلى عليه الله، ومن سأل الله له الوسيلة المتضمنة لشفاعته، شفع له صلى الله عليه وسلم، كذلك الأعمى سأل منه الشفاعة، فأمره أن يدعو الله بقبول هذه الشفاعة، وهو كالشفاعة في الشفاعة؛ فلهذا قال: اللهم فشفعه في وشفعني فيه. وذلك أن قبول دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا هو من كرامة الرسول على ربه؛ ولهذا عُدّ هذا من آياته ودلائل نبوته، فهو كشفاعته يوم القيامة في الخلق، ولهذا أمر طالب الدعاء أن يقول: (فشفعه في وشفعني فيه) .