logo-img
السیاسات و الشروط
سيراج علي ( 26 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير الحديث

ماهو تفسير حديث علي عليه سلام (قولو فينا ما شئتم ولاكن نزهونا عن الربوبيه ) ويقول البعض أن تفسير الحديث المقصود منه انهو يجب تنزيه الأمام علي عليه سلام من الربوبيه لأنهو مقام لا يليق به أرجو توضيح المقصود من الحديث


اهلا وسهلا بالسائل الكريم بالنسبة إلى رواية (نزهونا عن الربوبية وقالوا فينا ما شئتم)، … مصدر هذا الكلام وأصله، نقول: لقد ورد مضمون هذه الرواية بعدة ألفاظ عنهم (عليهم السلام)، فقد روى الصدوق في (الخصال) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إياكم والغلو فينا ، قولوا إنا عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم) (الخصال: 614). وأيضاً روى الصفار في (بصائر الدرجات ص216) عن أبي عبد الله (عليه السلام): (يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقتنا فينهدم، إجعلونا عبيداً مخلوقين، وقولوا فينا ماشئتم). وجاء في (كشف الغمة) للأربلي عن أبي عبد الله (عليه السلام): (( يا مالك ويا خالد قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين))(كشف الغمة 2: 415). وأيضاً في حديث لأمير المؤمنين (عليه السلام) جاء فيه: (أنا عبد الله وخليفته على عباده لا تجعلونا أرباباً، وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنكم لا تبلغوا كنه مافينا، ولا نهايته) (بحار الأنوار 26: 2). وجاء في (إثبات الهداة): عن خرائج الراوندي ، عن خالد بن نجيح قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، وعنده خلق فجلست ناحية، وقلت في نفسي: ما أغفلهم عند من يتكلمون، فناداني: إنّا والله عباد مخلوقين، لي رب أعبده إن لم أعبده عذّبني بالنار. قلت: لا أقول فيك إلاّ قولك في نفسك. قال: إجعلونا عبيداً مربوبين وقولوا فينا ما شئتم إلاّ النبوة. (إثبات الهداة 7: 477). وهكذا نجد عبارات أخرى كثيرة في مضمون الحديث المذكور وهي مسندة وليست مرسلة ، وهي لا تدل إلا على سمو المنزلة ورفعة المقامات التي منحها المولى سبحانه للأئمة الأطهار (عليهم السلام)، فعلمهم وفضلهم وعصمتهم من الدرجة بمكان التي لا ينالها ملك مقرب أو نبي مرسل سوى عميدهم النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فهم عنه يصدرون وإليه يعودون، وكل ما عندهم إنما هو من نمير علمه وفضله ومكانته الفريدة عند الله سبحانه وتعالى. وأمّا السؤال عن كلمة (نزهونا) فالمراد بها في هذه الأحاديث أي: ابتعدوا بنا عن مقام الربوبية وقولوا دون ذلك المقام ما شئتم وليس المراد بالتنزيه هنا: دفع النقص أو رفع القبيح. وهذه المنزلة التي قالها الأئمة الأطهار في حق أنفسهم صرح بها عميد البيت النبوي الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) حين قال: (نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد) (ذخائر العقبى: 17، سبل الهدى والرشاد 11: 7) . فمهما قيل في فضل أحد من الأنبياء والمرسلين فهو دون مالهم من الفضل إلاّ أن هذا الفضل وهذه المنزلة لا تبلغ بهم - أي الأئمة (عليهم السلام) - منزلة الربوبية ومقام النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). ودمتم في رعاية الله (مركز الابحاث العقائدية) .