يوسف محمد ( 20 سنة ) - الكويت
منذ 4 سنوات

التوبة

السلام عليكم ما الفرق بين التوبة والانابة؟


أصل التوبة: هو الرجوع، وتوبة الله على العبد قبوله توبته، وأن يخلق الإنابة والرجوع في قلب المسيء، ويزيِّن جوارحه الظاهرة بالطاعات، بعد ما لوَّثها بالمعاصي والخطيئات. أما توّابٌ: فهو من صيغ المبالغة، أُطلق عليه تعالى في صدور الفعل منه، وكثرة قبوله توبة المذنبين؛ لكثرة من يتوب إليه. وقد يقال ان تُستعمل التوبة والإنابة بمعنى واحد أحيانا،الإنابة: الرجوع عن السيئة بالندم عليها، والعزم على ترك معاودتها. ونظير الإنابة: التوبة. وفرَّق بعض العلماء بين الإنابة والتوبة: بأنَّ التائب قد يرجع من خوف العقوبة، والمنيب يرجع استحياء لكرمه - تعالى - وذكر الإخلاص بعد الإنابة ليعلم العبد أن نجاته بفضل الإخلاص لله في توبته. ومما يشهد لذلك قول العسكري في الفروق اللغوية ص: 303: الْإِنَابَة الرُّجُوع إِلَى الطَّاعَة. فإذا صدق العبد في توبته صار منيبًا؛ لأنَّ الإنابة ثاني درجة التوبة. بهذا يُعلم أنَّ الإنابة درجة أعلى من التوبة، فالمنيب هو الذي يَرجع إلى الله في كل أحواله، ويترك كل ما يشغله عن الله سبحانه وتعالى رغباً وحبا فيما عنده، واستحياء من مقام جلاله، وشوقاً إليه سبحانه جلَّ ذكره. بعباره اخرى إذا كانت التوبة تراجعًا عن ارتكاب الذنوب والمعاصي من أجل السير على الصراط المستقيم للتقوى والطاعة والموافقة، فإنّ الإنابة عبارة عن الرجوع إلى الله تعالى. ولهذا، فهي تأتي بعد التوبة، وتكون درجة أعلى في مجاهدة النفس من أجل انبعاث نور المحبة الهادي إلى الله. الإنابة إلى الله تعني أن نجعل وجهتنا الوحيدة في الحياة الوصول إلى الله، وبذلك يكون نظرنا الدائم إليه؛ فنجعل حياتنا دائرة حول محوره. وإنّما تتحقّق الإنابة في ثلاثة أشياء: الأول:الرجوع إلى الله تعالى بالإصلاح، كما رجع إليه بالاعتذار. الثاني:الرجوع إليه تعالى وفاءً بالعقد والميثاق الذي كان بيننا وبينه، كما رجعنا إليه التزامًا بالعهد الذي قطعه علينا كبني آدم. الثالث:الرجوع إلى الله تعالى بالباطن والحال المعنويّ والسجية النفسية، كما حصل الرجوع إليه استجابةً لأمره تعالى وانقيادًا له.

11