logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ سنتين

ما رأيكم في التشكيك في نسب السيد الخوئي؟

ما قولكم في شبهة النسب للزعيم الراحل السيد الخوئي؟


ابتداءً لا بدّ من معرفة طرق ثبوت الانتساب للنسب المطهر للنبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي على الإجمال – كما هو مقرر في باب الخمس من كتب الفقه – ثلاثة : القطع الوجداني . شهادة ثقتين عدلين . الشهرة في بلد المنتسب . وإذا عرفتَ ذلك ، فإنه من الممكن إثبات انتساب سيد الطائفة الخوئي ( طيب الله تربته ) للنسب النبوي المطهر من خلال أحد الطريقين الأخيرين . أما من خلال الطريق الأول منهما – وهو شهادة العدلين – فلما نقله سماحة العلامة الحجة السيد محمد علي الروضاتي ( طاب مثواه ) في كتابه المشهور ( جامع الأنساب ) الصفحة 117 من أنّ هنالك مشجرة لنسب السيد الخوئي كان يحتفظ بها والده المقدس ( أعلى الله درجته ) ، تنتهي للإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد صدّقها وشهد بصحتها مجموعة من العلماء العدول ، وعلقوا عليها بالعبارة التالية : ( شهد بذلك جمع ، فلا ريب فيها ، بارك الله في أغصانها ) . دوحة من جنة الغري : 39 . أضف إلى ذلك : ما شهدَ به غير واحد من النسابة المعاصرين ، ومنهم : النسابة الشهير السيد حسين علي أبو سعيدة ، حيث قال في رسالته للدكتور حسين محفوظ : ( وندرج لجنابكم الكريم ما ثبت عندنا حول نسب السيد أبو القاسم الخوئي . هو السيد أبو القاسم بن علي أكبر بن مير هاشم بن مير قاسم بن السيد باب ، والسيد باب هذا من أحفاد السيد تاج الدين الموسوي المدفون في إحدى قرى آذربيجان ، وله مزار هناك ، وهو من ذرية الإمام موسى الكاظم عليه السلام ) . الإمام الخوئي المرجع الشيعي الأكبر : 263 . وأما الطريق الثاني – وهو الشياع والشهرة في بلد المنتسب – فإنّ من المعروف عند أبناء بلدة خوي انتساب السيد الخوئي ( قدّس الله نفسه الزكية ) للنسب المطهر ، كما سمعتُ ذلك من بعض أساتذتي الخوئيين . وقد تحدث نفس السيد الخوئي عن ذلك في إحدى رسائله لتلميذه المبرّز ، سماحة سيدنا الأستاذ الأعظم ، السيد محمد صادق الروحاني ( دام ظله الشريف ) ، فقال : ( أنا أذكر في ليلة الحادي عشر من محرم الحرام كان الناس من القريب والبعيد يُحضرون الشموع ويضعونها عند منزلنا ، بمعنى أنّ مصباح سيد الشهداء لم ينقطع بوجود نسله المطهر ، وكنّا مقصداً للنذورات ، وما زال يذكر ذلك مسنّو خوي من العلماء وغيرهم ) . كتاب : ( رسائل أربعين سنة ) الصفحة : 68 . والمنبّه على هذه المعروفية : أنه لو كان السيد الخوئي ( طاب ثراه ) من أسرة غير معروفة – على مستوى خوي – بانتسابها للشجرة المباركة ، ومع ذلك كان مدعيّاً للانتساب ، لما شاع تقليده في مسقط رأسه ( خوي ) ، وكان هو المرجع الأول فيها ، إذ أنّ انتسابه للعترة المطهرة – لو لم يكن ثابتاً في مدينته الأم – لكانت دعواه له موجبة لتوهينه وانصراف الناس عن تقليده ، بينما الواقع بعكس ذلك . ونظراً لقطع السيد الخوئي ( طاب ثراه ) ويقينه بانتسابه للعترة المطهرة ، فإنه كان يقول كلاماً لا يستطيع قوله إلا القاطع بانتسابه للشجرة المباركة من غير أدنى شبهة أو ترديد . ومن ذلك قوله لسيدنا الأستاذ الروحاني ( دام ظله ) في رسالته السالفة : ( بالنسبة لشبهة عدم كوننا من السادة – التي كتبتم مستفسرين عنها – فإنني لا أعرف سبباً لها غير الحسد . وفي أحد الأيام في الحرم المطهر عفوتُ عن كل الأشخاص الذين ظلموني أو تعدّوا علّي ، لكنني لم أستطع أن أتجاوز عن هذا الشخص والتابعين له ، ففي محكمة العدل الإلهية يتمّ الحساب ) . رسائل أربعين سنة : 68 . والحاصل : فعلى ضوء هذه الحقائق يتضح أنّ ما أُثير حول نسب سيد الطائفة ( قده ) مما لا يستقيم مع الضوابط الشرعية لثبوت الأنساب ، فلا ينبغي الإصغاء له والالتفات إليه . والحمد لله رب العالمين

1