logo-img
السیاسات و الشروط
اسراء ( 25 سنة ) - العراق
منذ سنتين

رجل مثل صفات والدي جيد ام سيء

هل من الجيد ان يكون الرجل داعم لزوجته في قراراتها مثلا اذا ارادت ان تتعلم او تدرس او مثلا ارادت ان تترك الدراسة او اي شيءخاص بها يساندها ويتيح لها المجال للعيش كما تريد ام يجب ان يكون الأمر الناهي صاحب الاحكام القاسية ومحب الكبت ولا يجعل لشخصيتها اي معالم يحدث الذي يريده فقط وتكون هي ظل له فقط بصراحة انا اذا اردت الزواج ف خياري رجل يكون صديقي وسندي وليس حاكمي لان طول حياتي ابي يعاملني كصديقة يحترم ما افعل ويساعدني على بلوغ ما اريد انا وامي لم نشعر ان ابي يحاول فرض شيء ابدا هل هذا جيد دينياً؟


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة الحياة الزوجية لابد ان تبنى على اساس الاحترام والمودة والتفاهم وحفظ الحقوق واداء الواجبات فاذا ما قامت على هذا الاساس كُتب لهذا المشروع المقدس النجاح والاستمرار وملئت اجواء الاسرة السعادةُ والطمأنينةُ وساهم ذلك في ايجاد نواة صالحة لبناء مجتمع صالح ، فاذا ما عرف كل واحد من ركني الحياة الزوجية حقوقه وواجباته تجاه الاخره وتعامل كل واحد منهما مع الاخر بمودة واحترام وتخلى الرجل عن صفة التسلط على الزوجة وتخلت الزوجة عن صفة التمرد على زوجها وسعى كل واحد منهما لاسعاد الاخر وارضاءه واذا ما حدث اختلاف في وجهات النظر كان الحوار والهدوء والاحترام هو سيد الموقف فحينها يقيناً ستكون هذه العائلة من اسعد العوائل وانجحها . نعم هناك ثوابت لا يجوز تجاوزها ومنها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاذا ما رأت الزوجة من زوجها تقصيراً وتهاوناً في اداء واجباته الشرعية كالصلاة مثلاً فهذا الامر ليس محلاً للمجاملة بل لابد ان تقوم بوظيفتها تجاه ذلك وهي ان تدعوه للالتزام بما وجب عليه شرعاً واذا لم يلتزم فعليها ان تظهر انزعاجها من تقصيره في هذا الجانب دون ان تخل بواجباتها الزوجية تجاهه كزوجة ، وكذلك اذا ما رأى الزوج من زوجته تقصيراً في التزامها بالحجاب مثلاً او بالصلاة فلابد ان يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر وهكذا يجعل كل واحد منهما مكملاً للاخر ومعيناً له في اصلاح عيوبه وقد بينت الشريعة الاسلامة المقدسة معالم العلاقة بين الزوج والزوجة فقد تحدث القران الكريم عن ذلك وكذلك الروايات الشريفة الكثيرة المروية عن النبي وعن اهل بيته صلوات الله عليه وعليهم اجمعين وكذلك تكفلت الكتب الفقهية لمراجع التقليد بيان الاحكام المتعلقة بالحياة الزوجية وشؤونها فينبغي الاهتمام بمراجعتها والاطلاع عليها ، ومن جملة ما ورد في ذلك اذكر لكِ : قال تعالى ( وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم ٢١ فالحياة الزوجية يفترض ان تكون اساساً لايجاد الراحة والطمأنينة والسكينة للرجل والمرأة القائمة على المودة والرحمة فيما بينهما وروي عن رسول الله صلى الله عليه واله ( أعظم الناس حقا على المرأة زوجها، وأعظم الناس حقا على الرجل أمه ) وروي عنه صلى الله عليه وآله (ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضى عنها زوجها ) وروي الإمام الباقر عليه السلام ( لا شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجها ) وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حثه على رعاية الزوجة والعطف عليها والاهتمام بها واظهار المودة لها قال : (ما زال جبرئيل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة ) وعنه صلى الله عليه وآله ( قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها ابدا ) وعنه صلى الله عليه وآله ( حق المرأة على زوجها أن يسد جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبح لها وجها ) وروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام في بيانه لحق الزوجة ( وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وانسا فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها ) وفي بيان تنظيم علاقة الرجل بأهله يقول الإمام الصادق عليه السلام ( إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن ) وعن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسنا؟ قال عليه السلام ( يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها ) وعنه عليه السلام ( لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها ) وعن الإمام الباقر عليه السلام في بيان ثواب خدمة الزوجة لزوجها ( أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيها شاءت. ) وقال عليه السلام ( ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيرا لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ) وفي خدمة الزوجة روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( إذا سقى الرجل امرأته أجر ) وعنه صلى الله عليه وآله (إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته ) و عنه صلى الله عليه وآله ( لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة ) و عنه صلى الله عليه وآله ( اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة فإن خياركم، خياركم لأهله ) وروي عن الإمام الصادق عليه السلام ( من حسن بره بأهله زاد الله في عمره ) كل هذه الروايات وغيرها تؤكد على ان تكون المعاشرة بين الزوج وزوجته معاشرة بالمعروف ( وعاشروهن بالمعروف ) وليس هناك اجمل من الاسلام وشريعته في تنظيم علاقة الرجل بالمرأة وأعطائها الصورة الاجمل والانقى والاطهر فالدين هو الحياة وسعادة الانسان في هذه الحياة الدنيا لا تتحق الا بمحافظته على الالتزام بتشريعات هذا الدين العظيم دمتم في رعاية الله وحفظه