logo-img
السیاسات و الشروط
عباس ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير (أن بورك من في النار)

رأي أهل البيت عليهم السلام في الاية ((أن بورك من في النار...))


(نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين) وهناك احتمالات مختلفة عند المفسرين في المراد من قوله تعالى: من في النار ومن حولها! ... المزید فما المقصود من هذا التعبير؟! ويبدو أن المراد من من في النار هو موسى نفسه، حيث كان قريبا منها ومن الشجرة الخضراء التي عندها، فكأن موسى كان في النار نفسها، وأن المراد من من حولها هم الملائكة المقربون من ساحة القدس، الذين كانوا يحيطون بتلك الأرض المقدسة في ذلك الوقت. أو أن المراد - على عكس ما ذكرنا آنفا - فمن في النار: هم الملائكة المقربون، ومن حولها هو موسى (عليه السلام) وعلى كل حال فقد جاء في بعض الروايات أن موسى (عليه السلام) لما وصل النار ونظر بدقة، رأى النار تشتعل من غصن أخضر! وتتسع الشعلة لحظة بعد أخرى، والشجرة تزداد اخضرارا وجمالا.. فلا حرارة النار تحرق الشجرة، ولا رطوبة الشجرة تطفئ لهب النار، فتعجب من هذا المشهد الرائع.... وانحنى ليقتبس من هذه النار ويشعل الغصن اليابس " الحطب " الذي كان معه، فأتته النار فارتاع ورجع... فمرة يأتي موسى إلى النار، ومرة تأتي النار إلى موسى، وبينا هو على هذه الحالة، إذا بالنداء يقرع سمعه مبشرا إياه بالوحي. فالمراد أن موسى (عليه السلام) اقترب من النار إلى درجة عبر عنه بأنه " في النار ". والتفسير الثالث لهذه الجملة، هو أن المراد من (من في النار) هو نور الله الذي تجلى في تلك الشعلة، والمراد من " من حولها " هو موسى الذي كان قريبا منها. وعلى كل حال فمن أجل أن لا يتوهم أحد من هذه العبارة مفهوم " التجسيم " فقد ختمت الآية ب‍ سبحان الله رب العالمين تنزيها له عن كل عيب ونقص وجسمية وما يعترض الجسم من عوارض!. بعباره اخرى هو : وأما المراد بمن في النار فقد قيل: إن معناه من ظهر سلطانه وقدرته في النار فإن التكليم كان من الشجرة - على ما في سورة القصص - وقد أحاطت بها النار، وعلى هذا فالمعنى: تبارك من تجلى لك بكلامه من النار وبارك فيك، ويكون قوله: " وسبحان الله رب العالمين " تنزيها له سبحانه من أن يكون جسما أو جسمانيا يحيط به المكان أو يجاوره الحدثان لا لتعجيب موسى كما قيل. وقيل: المراد بمن في النار الملائكة الحاضرون فيها كما أن المراد بمن حولها موسى عليه السلام. و قيل: المراد به موسى عليه السلام وبمن حولها الملائكة. وقيل: في الكلام تقدير والأصل بورك من في المكان الذي فيه النار - وهو البقعة المباركة التي كانت فيها الشجرة كما في سورة القصص ومن فيها هو موسى وحولها هي الأرض المقدسة التي هي الشامات، ومن حولها هم الأنبياء القاطنون فيها من آل إبراهيم وبني إسرائيل. وقيل: المراد بمن في النار نور الله تعالى وبمن حولها موسى. وقيل: المراد بمن في النار الشجرة فإنها كانت محاطة بالنار بمن حولها الملائكة المسبحون. وأكثر هذه الوجوه لا يخلو من تحكم ظاهر. والمراد بالمباركة إعطاء الخير الكثير يقال: باركه وبارك عليه وبارك فيه أي ألبسه الخير الكثير وحباه به، وقد وقع في سورة طه في هذا الموضع من القصة قوله: " فلما أتاه نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى …

2