ما معنى قوله تعالى (الطيبون للطيبات)ارجو التفسير وفقكم الله
يوجد اقوال فيها نذكرها باختصار: ١-الكلام الطيب ما يصدر عن الطيبين المتطهرين، وحسبما يقول المثل المأثور " ينضح الإناء بما فيه ". ٢- وقيل إن كلمة " الخبيثات " تعني " السيئات " وكل الأعمال السيئة وغير المرغوب فيها التي تصدر عن الخبثاء من الناس، وعلى العكس من ذلك " الحسنات " الخاصة بالطيبين من الناس. ٣-(الطيبات) و (الطيبون) الخاصتين بالنساء والرجال المتطهرين. وظاهر الآية قصد هذا المعنى بذاته، حيث هناك قرائن تؤكد هذا المعنى: أ - جاءت هذه الآيات إثر آيات الإفك - وبعد آية الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين وهذا التفسير ينسجم مع مفهوم تلك الآيات. ب - إن جملة أولئك مبرؤون مما يقولون التي تقصد الرجال والنساء الطاهرين من الدنس دليل آخر على صحة هذا التفسير. ج - قرينة المقابلة لجمع المذكر السالم في " الخبيثون " حيث يقصد بها الرجال الخبيثون، فمن ذلك يعلم أن الخبيثات جمع مؤنث حقيقي، وتعني النساء المنحرفات. د - إضافة إلى ذلك روي حديث عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) " إن هذه الآية كآية الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة هم رجال ونساء كانوا على عهد رسول الله مشهورين بالزنا فنهى الله عن أولئك الرجال والنساء والناس على تلك منزلة.. ". كما نقرأ في روايات كتاب النكاح، كيف كان أصحاب الإمام يستفسرون منه أحيانا عن الزواج بالخبيثات فيجيبهم سلبا. وهذا يدل على أن الخبيثة تعني المرأة الساقطة، وليس الكلام السئ ولا العمل المنحط والسؤال الآخر: هل أن خبث هذه المجموعة من النساء والرجال أو طيبهم يراد به الشرف والعفة، أو يتعلق بانحطاط في الفكر أو العمل أو القول؟ إن المفهوم الأول للآية هو الأصوب، لأنه يطابق ما جاء في الآيات والأحاديث، لكن بعض الأحاديث يعطي معنى واسعا لكلمتي الخبيث والطيب اللتين وردتا في هذه الآيات، ولا يحصرهما بالانحطاط الخلقي وطهارة الشخص. وعلى هذا فلا يبعد أن يكون مفهوم الآية الأولى خاصا بذلك المعنى الخاص، إلا أنه بملاحظة الملاك والغاية من الحكم يمكن تعميمه وتوسعته. وبتعبير آخر: إن الآية السابقة بيان لميل الصنو إلى صنوه، رغم اختصاصها من حيث الموضوع يبحث العفة والانحطاط الخلقي، " تأملوا جيدا ".