ما الدلائل على جمع الصلوات كالظهر و العصر و المغرب و العشاء و متى تعتبر الشمس اشرقت و انتهى وقت صلاة الصبح
١-ان الشيعة الامامية ينفردون تطبيقياً في الجمع بين الصلاتين، ويذهبون الى جوازه مطلقاً بلا خلاف بينهم، بل الجمع عندهم من البديهيات، وهم يعملون به في جميع الافاق، تابعين في ذلك ائمتهم (عليهم السلام) الذي نهجوا نهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولذا لا تجد لهذه المسألة عنواناً في فقههم - مع انه موجود في اخبارهم - بينما على العكس من ذلك في فقه غيرهم.
فلقد جوّز (مالك والشافعي واحمد) الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في السفر والمطر و… على تفصيل عندهم . في حين منع أبو حنيفة ذلك !!!
ومما اتفق عليه الفريقان - شيعة وسنة - هو الجمع بين الظهر والعصر في عرفة وبين المغرب والعشاء في المزدلفة؟
والدليل على صحة ما يذهب اليه الامامية هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي ترويها كتب الجمهور!
1- قوله تعالى (( أَقم الصَّلاَةَ لدلوك الشَّمس إلَى غَسَق اللَّيل وَقرآنَ الفَجر إنَّ قرآنَ الفَجر كَانَ مَشهودًا )) (الاسراء:78). يقول الفخر الرازي ــ وهو أحد أعلام المفسرين من أهل السنة-: (( ..فإن فسرنا الغسق بظهور أول الظلمة كان الغسق عبارة عن أول المغرب، وعلى هذا التقدير يكون المذكور في الاية ثلاثة أوقات. وقت الزوال، ووقت الغروب، ووقت الفجر. وهذا يقتضي ان يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر، فيكون هذا الوقت مشتركاً بين الصلاتين، وأن يكون اول المغرب وقتاً للمغرب والعشاء فيكون هذا الوقت مشتركاً ايضاً بين هاتين الصلاتين، فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء مطلقاً.
الا انه دلّ الدليل على ان الجمع في الحضر من غير عذر لا يجوز، فوجب ان يكون الجمع في السفر وعذر المطر وغيره )) - (التفسير الكبير / الفخر الرازي : 21 / 27) .
وعلى عادته في عدم استغلال النتائج وتنكره لصحتها، مع كامل اعترافه الصريح بدلالة الاية على جواز الجمع، يفضل الرازي التشبث ببعض السنة الملائم لأهوائه !
كما أيد البغوي هذا الامر بقوله: (( .. حمل الدلوك على الزوال أولى القولين، لكثرة القائلين به، ولأنا اذا حملنا عليه كانت الاية جامعة لمواقيت الصلاة كلها، فدلوك الشمس يتناول صلاة الظهر والعصر، وغسق الليل يتناول المغرب والعشاء، وقران الفجر هو صلاة الفجر .. )) (راجع معالم التنزيل بهامش تفسير الخازن : 4 / 171) .
وأخرج أبو بكر أحمد بن عبد الله الكندي في موسوعته الفقهية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قوله في تفسير (( أَقم الصَّلاَةَ لدلوك الشَّمس .. )) : ( ((دلوك الشمس) : زوالها، يعني صلاة الظهر والعصر . و (غسق الليل) : يعني ظلمة الليل، أي صلاة المغرب والعشاء . و (قران الفجر) : يعني صلاة الغداة، وهي صلاة الصبح . وقال : الجمع في الحضر كالإفراد في السفر )) (المصنف : 5 / 325).
2- قوله تعالى (( وَأَقم الصَّلاَةَ طَرَفَي النَّهَار وَزلَفًا مّنَ اللَّيل إنَّ الحَسَنَات يذهبنَ السَّـيّئَات