دعاء الجوشن الصغير
ماالمراد من المقطع في دعاء الجوشن الصغير (فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا يُغْلَبُ وَذي اَناة لا يَعجل )؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إنّ الظاهر من المقطع المذكور من الدعاء ،الإشارة إلى أسمين أو صفتين من صفات الله عزّ وجلّ وهما المقتدر وذو الأناة أي كثير الأَناة والحِلْم فينبغي للعبد ان بحمد الله ويشكره على ذلك. فالمقتدر هو الذي يقدر على إصلاح الخلائق على وجه لا يقدر عليه غيره فضلاً منه و إحساناً وهو المتمكن من الفعل بلا معالجة ولا واسطة فلا يلحقه عجز فيما يريد إنفاذه وهو المهيمن على كل شيء, وهو الذي إن شاء فعل وإن لم شاء لم يفعل وهو الذي يوجد كل موجود ويستغنى عن أي معاونة. والأناة في اللغة هي الحِلْم والوَقار، وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت، ورجل آنٍ -على فاعل- أَي: كثير الأَناة والحِلْم. واصطلاحاً: التَّأنِّي والأناة هو: التَّثبُّت وترك العَجَلَة. ويقول أبو هلال العسكري: الأناة هي المبالغة في الرِّفق بالأمور والتَّسبُّب إليها. فلا يستعجل الله سبحانه وتعالى في معاقبة المذنبين، وقد ورد هذا المعنى في أدعية الإمام زين العابدين بعبارات مختلفة منها: إنّ الله تعالي حليم، لا يعاقبنا إزاء ما ارتكبناه من معاصي بسرعة، بل يمهلنا ويتأنّي في جزائنا، وليس هذا لامتلاكنا المكانة والمنزلة عند الله تعالي، بل لتفضله تعالي علينا وإحسانه لنا . إنّ الله تعالي قادر حليم، ولو لا حلمه لبطش بنا وعاجلنا بالعقوبة . إنّ الله تعالي حليم، ودأبه - نتيجة تفضّله - تأجيل العقوبة وتأخير العذاب، وليس من دأبه حرماننا من نعمه أو تكدير معروفه إزاء فعلنا للسيئات . يستحق العاصي في أوّل ما يهم بعصيان الله أن يعاقبه الله أشدّ العقوبة، ولكّنه تعالى يترك حقّه ويتفضّل على العاصي فلا يعاجله بنقمته ليفسح بذلك له مجال التوبة والإنابة . دمتم في رعاية الله