السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن تذكرون اجوبه لمناظره بين الإمام الصادق والطبيب الهندي بعد الحوار الذي جرى بينهم قال الإمام الصادق ع ائسئلك لماذا خلق الله الشعر ع الراس ولماذا خلت الجبهه من الشعر ولماذا خلق الله الأنف في الوسط ولم يجعله في احد الجانبين ولماذا جعل فتحة الأنف إلى الاسفل ولم يجعلها إلى الاعلى ولماذا خلق الله العين كاللوزه ولم يجعلها ع شكل دائره او مربع ولماذا جعل الشاربين فوق الشفه ولم يجعلها تحت الشفه ولماذا جعل اللحيه للرجال دون النساء ولماذا تخلو باطن اليد من الشعر لماذا خلق الله القلب كحبة الصنوبر ولماذا تنطوي الركبه إلى الخلف ولم تنطوي إلى الأمام وكان جواب الطبيب الهندي في كل سؤال لاأعلم فاجاب الإمام الصادق عليه السلام لكل سؤال
وجعلها الله في ميزان حسناتكم وبارك الله في جهودكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب بحار الأنوار للشيخ المجلسي (قدس) نقلاً عن كتاب الخصال والعلل للشيخ الصدوق (قدس): عن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن الحسن بن علي العدوي عن عباد بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن الربيع صاحب المنصور، قال: حضر أبو عبد الله عليه السلام مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبو عبد الله عليه السلام ينصت لقراءته، فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله أتريد مما معي شيئا؟
قال: لا، فإن معي ما هو خير مما مع؟ قال: وما هو؟ قال: أداوي الحار بالبارد، والبارد بالحار، والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وأرد الامر كله إلى الله عز وجل، وأستعمل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله " واعلم أن المعدة بيت الداء، وإن الحمية هي الدواء " وأعود البدن ما أعتاد.
فقال الهندي وهل الطب إلا هذا؟! فقال الصادق عليه السلام: أفتراني من كتب الطب أخذت؟ قال: نعم، قال: لا والله، ما أخذت إلا عن الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟ قال الهندي: لا، بل أنا. قال الصادق عليه السلام: فأسألك شيئا، قال: سل.
قال [الصادق] عليه السلام: أخبرني يا هندي لم كان في الرأس شؤون؟ قال: لا أعلم قال: فلم جعل الشعر عليه من فوق، قال: لا أعلم، قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟
قال: لا أعلم، قال: فلم كان لها تخاطيط وأسارير؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان الحاجبان [من] فوق العينين؟ قال: لا أعلم، قال فلم جعل العينان كاللوزتين؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعل الانف بينهما؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان ثقب الانف في أسفله؟ قال، لا أعلم قال: فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم؟ قال: لا أعلم، قال فلم احتد السن وعرض الضرس و طال الناب؟ قال: لا أعلم، قال فلم جعلت اللحية للرجال؟ قال: لا أعلم، قال: فلم خلت الكفان من الشعر؟ قال: لا أعلم، قال فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان القلب كحب الصنوبر؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الرئة قطعتين وجعل حركتها في موضعها؟ قال: لا أعلم. قال: فلم كانت الكبد حدباء؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبيا؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعل طي الركبة إلى خلف؟ قال: لا أعلم، قال: فلم انخصرت القدم؟ قال: لا أعلم.
فقال الصادق عليه السلام: لكني أعلم. قال: فأجب. فقال الصادق عليه السلام: كان في الرأس شؤون لان المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد. وجعل الشعر من فوقه ليوصل بوصوله الادهان إلى الدماغ، ويخرج بأطرافه البخار منه، ويرد الحر والبرد الواردين عليه. وخلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور إلى العينين. وجعل فيها التخاطيط والأسارير ليحبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الانسان عن نفسه كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه. وجعل الحاجبان من فوق العينين ليردا عليهما من النور قدر الكفاية، ألا ترى يا هندي أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه. وجعل الانف في ما بينهما ليقسم النور قسمين إلى كل عين سواء. وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء، ولو كانت مربعة أو مدورة ما جرى فيها الميل وما وصل إليها دواء ولا خرج منها داء. وجعل ثقب الانف في أسفله لينزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، ويصعد فيها الأراييح إلى المشام، ولو كان في أعلاه لما نزل داء ولا وجد رائحة. وجعل الشارب والشفة فوق الفم لحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم، لئلا يتنغص على الإنسان طعامه
وشرابه فيميطه عن نفسه. وجعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف في المنظر ويعلم بها الذكر من الأنثى. وجعل السن حادا لأن به يقع العض، وجعل الضرس عريضا لان به يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا ليشد الأضراس والأسنان كالأسطوانة في البناء. وخلا الكفان من الشعر لان بهما يقع اللمس، فلو كان بهما شعر ما درى الانسان ما يقابله ويلمسه.
وخلا الشعر والظفر من الحياة لان طولهما سمج يقبح وقصهما حسن، فلو كان فيهما حياة لألم الانسان لقصهما. وكان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس، فجعل رأسه دقيقاً ليدخل في الرئة فيتروح عنه ببردها لئلا يشيط الدماغ بحره. وجعلت الرئة قطعتين ليدخل بين مضاغطها فتروح عنه بحركتها. وكانت الكبد حدباء لتثقل المعدة وتقع جميعها عليها فتعصرها فيخرج ما فيها من البخار. وجعلت الكلية كحب اللوبيا لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة، فلو كانت مربعة أو مدورة لاحتبست النقطة الأولى الثانية، فلا يلتذ بخروجها الحي، إذ المني ينزل من فقار الظهر إلى الكلية فهي كالدودة تنقبض وتنبسط، ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس وجعل طي الركبة إلى خلف لان الانسان يمشي إلى ما بين يديه فتعتدل الحركات، ولولا ذلك لسقط في المشي. وجعلت القدم مخصرة لان الشئ إذا وقع على الأرض جميعه ثقل ثقل حجر الرحى، فإذا كان على حرفه دفعه الصبي، وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل.
فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟ فقال عليه السلام: أخذته عن آبائي عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام عن رب العالمين - جل جلاله - الذي خلق الأجساد والأرواح. فقال الهندي: صدقت، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله وعبده. وأنك أعلم أهل زمانك.