فاطمه مهدي ( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

هل نزول القران كان بهيئته الحاليه بنفس الخط والترتيب ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته س/ هل نزول القران كان بهيئته الحاليه بنفس الخط والترتيب ؟ ام لا ! ارجو توضيح نزوله . جزاكم الله خيرا


١-لم تنزل سور القرآن واياته دفعة واحدة . وبالاضافة الى اتضاح الموضوع من التاريخ الذي يشهد بالنزول طيلة ثلاث وعشرين سنة ، فان الآيات نفسها شاهدة على ذلك ، قال تعالى : ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ ٢-الآيات والسور القرآنية لم تنزل قطعاً على الترتيب الذي نقرآه في القرآن اليوم ، بأن تكون اولاً سورة الفاتحة ثم سورة البقرة ثم سورة آل عمران ثم سورة النساء وهكذا . . لانه بالاضافة الى الشواهد التاريخية على ذلك فان مضامين الآيات نفسها تشهد عليه ، لان بعض السور والآيات لها مضامين تناسب اوائل زمن البعثة وهي واقعة في اواخر القرآن كسورة العلق والنون ، وبعضها تناسب ما بعد الهجرة واواخر عصر الرسول وهي واقعة في اواخر القرآن كسورة البقرة وآل عمران والنساء والانفال والتوبة . ان اختلاف مضامين السور والآيات وارتباطها الكامل بالاحداث والحوادث التي وقعت طيلة ايام الدعوة ، يفرض علينا القول بأن القرآن نزل في ثلاث وعشرين سنة عصر الدعوة النبوية . فمثلاً الآيات التي تدعو المشركين الى الإسلام ونبذ عبادة الاوثان تناسب مع عصر قبل هجرة الرسول من مكة حيث ابتلي الرسول بالوثنيين ، واما ايات القتال وآيات الاحكام فقد نزلت في المدينة المنورة حيث اخذ الإسلام ينتشر واصبحت المدينة تشكل حكومة اسلامية كبرى .… ٣-التدرج التاريخي لوضع النقاط في الكتابة العربية كان على قسمين أولـهما (نقط الإعراب) بأن توضح نقاط على الأحرف تميّز حركة إعرابـها كوضع نقطة في موضع معين على الحرف عوضا عن الضمّة والكسرة والسكون وما إلى ذلك، أي أن النقاط كانت تعبر عن هذه الحركات (، ِ،). وثانيهما (نقط الإعجام) وهو وضع النقط المعروفة على الحروف لتتميز الحروف المتشابـهة بالشكل كالباء، والتاء، والثاء، والياء بعضها عن بعض. وقد كان الشيعة الإمامية أبطال هذا المضمار ومرسي قواعده، فأوّل من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي رضوان الله تعالى عليه الشيعي المطيع لسيده أمير المؤمنين عليه السلام، وهو أوّل من وضع علم النحو بتأسيس من سيده الإمام علي عليه السلام وبإشارة منه، ولا يخفى دور علم النحو في الحفاظ على ألفاظ القرآن الكريم شكلا وإعرابا وبالتالي فهما وإدراكا لـمعانيه، فقام أبو الأسود رضوان الله تعالى عليه بتشييد علم النحو وذكر أصوله وشد أركانه، ومن ثم عكف على خط القرآن الكريم تشكيلا وإعرابا حتى أمكن تثبيت ألفاظ النص القرآني وتحديد حركات الكلمة وإعرابـها على الورق لا في مخيلة القارئ فقط معتمدا على حفظه، فصارت تؤدّى ألفاظه على كيفية واحدة متطابقة بين جماهير المسلمين ويتلقاه الخلف عن السلف بـهيئة واحدة، وكان عمله هذا عاصما من شيوع التحريف والتبديل فيه على مستوى الإعراب… وتابع طريق أبي الأسود الدؤلي في نقط القرآن الكريم تلميذه يحيى بن يَعْمَر العدواني بنقط آخر وهو نقط الإعجام، وهو من الشيعة الإمامية أيضا، ليكمل الله عز وجل حفظ كتابه وصيانة رسمه وسواده من التحريف والتبديل سواء من الحركات الإعرابية أو من النقاط على يد الشيعة الإمامية. وقد قال البعض أنه أوّل من نقط المصحف، هو خلطٌ بين تنقيط الإعراب وتنقيط الإعجام، فأوّل من نقّط القرآن تنقيط إعجام هو يحيى بن يعمر كما قال أرباب السير والتراجم.…

1