سلام عليكم سؤال ﴿ عن أبي جعفر عليه السلام قال: من استغفر الله بعد صلاة الفجر سبعين مرة غفر الله له، ولو عمل ذلك اليوم أكثر من سبعين ألف ذنب، ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه ) ثواب الأعمال وروي أيضاً في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٠ - الصفحة ٢٨٠ ورمفاتيح الجنان فما تفسيرها وانا لصبحت استغفر بعد صلاة الصبح والظهر اعصي فهل يغفر الذنب كما روي في الاحاديث ام لا وماهو معنى الحديث ارجو الرد بأسرع وقت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي العزيز
هنالك مفهوم خاطئ للاستغفار شائع بين الناس، وهو الاكتفاء بالحركات اللفظية على اللسان غير المؤثرة في السلوك.وقطعاً هذا إنسان مستهزئ بنفسه، يتمتم بلسانه قائلا: (أستغفر الله ربي وأتوب إليه) -لعله ألف مرة- ونفسه تنازعه أو ينوي -بعد قليل- الهم بالمعصية.
والحال بأن الاستغفار هو حالة باطنية من الإحساس العميق بالندم، والعزم على عدم العود للمعصية. وللتوضيح هذا المفهوم أكثر، نورد هذه الرواية للإمام علي (عليه السلام)عند سؤال كميل بن زياد له:
قلت: يا أمير المؤمنين!.. العبد يصيب الذنب، فيستغفر الله منه.. فما حد الاستغفار؟
قال: يا بن زياد، التوبة.قلت: بس.
قال: لا، قلت: فكيف؟
قال: إن العبد إذا أصاب ذنبا يقول: أستغفر الله بالتحريك. قلت: وما التحريك؟
قال: الشفتان واللسان، يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة.. قلت: وما الحقيقة؟ قال: تصديق في القلب، وإضمار أن لا يعود إلى الذنب الذي استغفر منه.
قال كميل: فإذا فعلت ذلك، فأنا من المستغفرين؟ قال: لا، قال كميل: فكيف ذاك؟
قال: لأنك لم تبلغ إلى الأصل بعد. قال كميل: فأصل الاستغفار ما هو؟
قال: الرجوع إلى التوبة من الذنب الذي استغفرت منه، وهي أول درجة العابدين، وترك الذنب والاستغفار اسم واقع لمعان ست: أولها: الندم على ما مضى.. والثاني: العزم على ترك العود أبدا.
والثالث: أن تؤدي حقوق المخلوقين التي بينك وبينهم.
والرابع: أن تؤدي حق الله في كل فرض
. والخامس: أن تذيب اللحم الذي نبت على السحت والحرام، حتى يرجع الجلد إلى عظمه، ثم تنشئ فيما بينهما لحما جديدا.
والسادس: أن تذيق البدن ألم الطاعات، كما أذقته لذات المعاصي.
هذا هو الاستغفار.
دمتم موفقين بمحمد وال محمد
صلوات الله عليهم اجمعين