( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

التنمر من قبل الاهل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا دائما اهلي يسمعوني كلام جارح أو يتنمرون عليه وأنا اعصب واتضايق من هل شي وماعرف شسوي بحيث اعصابي تلفت كلش احس ماأدري المن عايشه واحس مالي قيمة بهلوجود واخاف يوم من الأيام توصل إلى إن اعصيهم وأنا ماأريد هل شي انا احبهم لاكن كلامهم كلش يأذيني انصحوني جزاكم الله خير وشكراً


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة اختنا الكريمة نعم المؤمن لا يخلو من الابتلاء والامتحان وقد يكون ذلك لرفع درجة او لغفران ذنب او لغاية اخرى مترتبة على ذلك الابتلاء قال تعالى ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك ٢ روي عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال ( فيما أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن، فإني إنما ابتليته لما هو خير له، وأعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي ) وعن الإمام الباقر عليه السلام ( ما أبالي أصبحت فقيرا أو مريضا أو غنيا، لأن الله يقول: لا أفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له ) وروي عن الإمام علي عليه السلام في وصف المتقين ( نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء ) والابتلاء على انحاء عدة فمرة يبتلى المؤمن بجسده ومرة يبتلى برزقه واخرى بعدو او جار سوء او ولد عاق او ابوين غير صالحين او غير ذلك والمؤمن عليه ان يعرف كيف يتعامل مع هذا النوع من الابتلاء او ذاك وقد ورد في الكتاب العزيز النهي والتحذير من الجزع عند الابتلاء فقال تعالى ( (إن الانسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا ) المعارج ١٩- ٢١ وروي عن الامام علي عليه السلام ( إياك والجزع، فإنه يقطع الأمل، ويضعف العمل، ويورث الهم، واعلم أن المخرج في أمرين: ما كانت فيه حيلة فالاحتيال، وما لم تكن فيه حيلة فالاصطبار ) وعنه عليه السلام ( الجزع عند البلاء تمام المحنة ) وعنه عليه السلام ( الجزع عند المصيبة يزيدها والصبر عليها يبيدها ) وعنه عليه السلام ( لا تجزعوا من قليل ما أكرهكم، فيوقعكم ذلك في كثير مما تكرهون ) ان اللجوء الى الله تعالى وحسن الظن به حيث قال ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) والتوكل عليه سبحانه لهو من اهم المنجيات للانسان حينما يتعرض لابتلاء ما وهو يغني عن سلوك اي طريق اخر للوصول الى الغاية قال تعالى (… وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً ) الطلاق ٢ - ٣ وقال تعالى ( وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ ) غافر ٦٠ وقال تعالى ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ) النمل ٦٢ روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم، ويدر أرزاقكم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء ) وجاء عن الإمام علي عليه السلام في وصيته لابنه الحسن عليه السلام ( اعلم أن الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخرة قد أذن لدعائك، وتكفل لإجابتك، وأمرك أن تسأله ليعطيك، وهو رحيم كريم، لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ... المزید ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه ) وعن الإمام الصادق عليه السلام ( أكثر من الدعاء، فإنه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة، ولا ينال ما عند الله إلا بالدعاء، وليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه ) وقد يبتلى المؤمن ببلاء ليكون محطة اختبار وامتحان له او رفع منزلة ودرجة وحتى ان البلاء لا يفارق الانسان المؤمن بحال من الاحوال وقد ذكر القران الكريم الكثير من القصص التي تروي ابتلاءات الانبياء والصالحين وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( لا تكون مؤمنا حتى تعد البلاء نعمة والرخاء محنة، لأن بلاء الدنيا نعمة في الآخرة، ورخاء الدنيا محنة في الآخرة ) وعنه صلى الله عليه وآله ( إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهد أهل البيت سيدهم بطرف الطعام ) وروي الإمام الكاظم عليه السلام ( لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة والرخاء مصيبة، وذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء ) وعن الإمام العسكري عليه السلام ( ما من بلية إلا ولله فيها نعمة تحيط بها ) وروي عن الإمام علي عليه السلام ( إذا رأيت ربك يوالي عليك البلاء فاشكره، إذا رأيت ربك يتابع عليك النعم فاحذره ) وروي عن الامام الصادق عليه السلام ( إن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالامثل ) وقد يبتلى المؤمن بشتى انواع الابتلاءات الا ان المؤمن حينما يلاحظ عظيم الاجر الذي اعده الله تعالى للصابرين والذين يتعاملون بايجابية مع هذه الامتحانات يهون عنده كل خطب وكل عسير لانه يتعامل مع الله تعالى ويرجو عظيم ثوابه كالطالب الذي يعرضه المدرس للامتحان فان الغاية منه تميزه عن غيره من الطلبة الكسالى وفي نفس الوقت يعده لنيل مرتبة اكمل ومرحلة اعلى وقد قال تعالى ( قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وقال تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) البقرة ١٥٣ . وقد يبتلى المؤمن بسوء معاملة الابوين او احدهما وعلى المؤمن هنا ان يكون اكثر حكمة في التعامل مع هذا النوع من الابتلاء فمن جهة هو يعاملني بقسوة وشدة ومن جهة اخرى فان الله تعالى امرني بالبر به والاحسان اليه والمؤمن الحقيقي يتحرى رضا الله تعالى وعدم الوقوع في معصيته وسخطه فقد امرنا بعد عبوديته ان نحسن الى اباءنا وامهاتنا فقال تعالى ( وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ) الاسراء ٢٣ - ٢٤ اكسبي الاخرين الى صفكِ بكريم اخلاقكِ وجميل كلامكِ معهم وسعيكِ في قضاء حوائجهم وعفوكِ عنهم وتجاوزكِ عن اساءتهم لكِ ما امكنكِ ذلك وتذكرى دوماً قوله تعالى ( وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً ) فرج الله عنكِ واصلح شأنكِ دمتم في رعاية الله وحفظه

1