احمد سوادي ( 54 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير السابقون السابقون

السلام عليكم ما تفسير وتأويل الآية الكريمة: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (100)


تشير هذه الايه إلى مجموعات وفئات مختلفة من المسلمين المخلصين، وقسمتهم إلى ثلاثة أقسام: الأول: السابقون في الإسلام والهجرة: والسابقون الأولون من المهاجرين الممدوحين هم الذين لم ينحرفوا عن طريق الاسلام ولم ينقلبوا على اعقابهم بعد شهادة النبي محمد صلى الله عليه واله الثاني: السابقون في نصرة وحماية النبي (صلى الله عليه وآله ) و اهل بيت النبي صلوات الله عليهم و أصحابه المهاجرين: والأنصار. الثالث: الذين جاؤوا بعد هذين القسمين واتبعوا خطواتهم ومناهجهم، وقبولهم الإسلام والهجرة، ونصرتهم للدين الإسلامي، و اتبعوا وصية النبي في الثقلين ( الكتاب و العتره )فإنهم ارتبطوا بهؤلاء السابقين: والذين اتبعوهم باحسان (لقد عد الكثير من المفسرين (من) الواردة في جملة والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار تبعيضية، وظاهر الآية أيضا كذلك، لأن حديث الآية عن طلائع الإسلام والسابقين إليه، لا عن جميع المسلمين. أما الباقون فإنهم يدخلون في مفهوم الجملة التالية، أي: (التابعون).). مما قلناه يتبين أن المقصود من " بإحسان " في الحقيقة هو بيان الأعمال والمعتقدات لهؤلاء السابقين إلى الاسلام التي ينبغي اتباعها، وبتعبير آخر فإن (إحسان) وصف لبرامجهم التي تتبع من الاعمال الصالحه التي اوجبت لهم حسن العاقبه ولا يجب اتباعهم اذا صدرت منهم معصيه او ذنب … وقد احتمل أيضا في معنى الآية أن (إحسان) بيان لكيفية المتابعة، أي أن هؤلاء يتبعونهم بالصورة اللائقة والمناسبة. التي ليس فيها مخالفه لله و رسوله و لاهل بيت النبي صلوات ربي عليهم… ففي الصورة الأولى الباء في (بإحسان) بمعنى (في)، وفي الصورة الثانية بمعنى (مع). إلا أن ظاهر الآية مطابق للتفسير الأول. وبعد ذكر هذه الأقسام الثلاثة قالت الآية: رضي الله عنهم ورضوا عنه. إن رضى الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء هو نتيجة لإيمانهم وأعمالهم الصالحة التي عملوها، ورضاهم عن الله لما أعد لهم من الجزاء والعطايا المختلفة التي لا تدركها عقول البشر. وبتعبير آخر، فإن هؤلاء قد نفذوا كل ما أراده الله منهم، وفي المقابل أعطاهم الله كل ما أرادوا، وعلى هذا فكما أن الله سبحانه راض عنهم مادام يعملون الصالح و اجتناب المعصيه و تكون اعمالهم صالحه الى مماتهم ، فإنهم راضون عن الله تعالى لان الله يجزيهم خيرا بما عملوا من الصالحات الى اخر عمرهم . ومع أن الجملة السابقة قد تضمنت كل المواهب والنعم الإلهية، المادية منها والمعنوية، الجسمية والروحية، لكن الآية أضافت من باب التأكيد، وبيان التفصيل بعد الإجمال: وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار ومن امتيازات هذه النعمة أنها خالدة، وسيبقى هؤلاء خالدين فيها وإذا نظرنا إلى مجموع هذه المواهب المادية والمعنوية أيقنا أن ذلك الفوز العظيم. أي فوز أعلى وأكبر من أن يدرك الإنسان أن خالقه ومعبوده ومولاه قد رضي عنه، وقد وقع على قبول أعماله؟ وأي فوز أعلى من أن يحصل الإنسان على مواهب خالدة نتيجة أعمال محدودة يعملها في أيام هذا العمر الفاني؟

3