logo-img
السیاسات و الشروط
( 28 سنة ) - ايران
منذ سنتين

تواتر النص على الأئمة ( عليهم السلام )

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . عظم الله أجوركم سيدنا بمصاب جدكم الحسين صلوات الله عليه . أسأل الله عز وجل أن يوفقكم ويبارك جهودكم في الدفاع عن عقيدة أهل البيت صلوات الله عليهم . خطرت في ذهني شبهة حول ما ورد في كتب الشيعة من روايات في النص على الأئمة عليهم السلام وهي أني قد قرأت بعضاً منها ووجدت - مثلاً - في النص على الإمام زين العابدين عليه السلام أن بعض الروايات مروية عن طريق ابنه الإمام الباقر عليه السلام وهو الذي ثبتت إمامته بنص أبيه ‹ عليه السلام › ، أليس في ذلك دور ؟ فكيف نستدل بإمامة السجاد برواية من نستدل بإمامته من نص السجاد ؟ فنرجو من سماحتكم التوضيح لي ولكم أجر من تكفل بيتيم من أيتام آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين


فإنه لو كان قد ظهر لأعداء أهل البيت عليهم السلام ، - وخصوصاً لبني أمية - نص من الإمام الحسين على الإمام السجاد عليهما السلام ، فإنهم ما كانوا ليتركوا الإمام السجاد عليه السلام حياً في كربلاء . وبعد كربلاء ، وقد أظهرت الوقائع هذه الحقيقة بما لا مزيد عليه . . ومع ذلك نقول : أولاً : إنه لا مانع من الاستدلال بالروايات الواردة عن الأئمة اللاحقين على إمامة من سبقهم ، فيستدل بما ورد عن الإمام الصادق والإمام الباقر عليهما السلام ، لإثبات إمامة الإمام السجاد مثلاً ، ولا يلزم من ذلك لا دور ولا تسلسل ، ولا غير ذلك . والسبب في ذلك هو أنهم ‹ عليهم السلام › حين يوردون الخبر نصِّ الإمام السابق على اللاحق ، فإن كان ذلك على سبيل الاستدلال ، وبهدف إثبات هذا الأمر للآخرين ، فلا يخلو حال الآخرين من أحد أمرين : الأول : أن يكونوا ممن ينظرون إلى الأئمة ‹ عليهم السلام › على أنهم أناس عاديون ، ويحتملون في حقهم الصدق والكذب . . فيوردون هذه الروايات لهم على سبيل الاستدلال والاستشهاد بما هو ثابت لديهم إلزاماً لهم بما يعرفون ، والاحتجاج عليهم بما لا ينكرون . . الثاني : أن يكونوا ممن يعرفونهم بالصدق والاستقامة ، ووقفوا على أحوالهم ومكانتهم ، ولمسوا صلابتهم في الدين ، ورعايتهم لشؤون التقوى ، بصورة لا يجدون معها محيصاً عن قبول قولهم وتصديقهم ، فإن ذكر النص يكون شهادة من هذه الجماعات لنا ، ولكل الأجيال بصدقهم ، وبصحة نقلهم عليهم السلام ، ويكون هذا الأمر بمثابة قرينة قطعية على صحة ما أخبروا به ‹ عليهم السلام › . وكلما كثر عدد هذه الجماعات الناقلة لهذا الخبر عنهم ‹ عليهم السلام › ، كلما تأكدت صحة الخبر الذي جاؤوا به ، لأن الجميع يكونون قد صدقوه وأيدوه ، وشهدوا بصحته وبواقعيته . . ثانياً : إن من الواضح : أن الدليل على إمامة الأئمة الاثني عشر لا ينحصر بالنص المباشر والصريح من السابق على اللاحق ، فهناك النصوص العامة التي تحدثت عن ‹ الأئمة الاثني عشر › ، وأن تسعة منهم من ذرية الحسين ‹ عليه السلام › ، وأن تاسعهم قائمهم ، وهو أفضلهم . بالإضافة إلى الأحاديث المروية عن النبي ‹ صلى الله عليه وآله › ، وعن أصحاب الكساء ، وقد صرحت بأسمائهم ‹ عليهم السلام › واحداً واحداً ، فراجع منتخب الأثر ، والبحار ، وإحقاق الحق مع الملحقات ، وغير ذلك . . ثالثاً : هناك عدد من النصوص التي دلت على إمامة الإمام السجاد ‹ عليه السلام › ، ولم ترو من طريق الإمام الباقر والصادق عليهما السلام ، فراجع إثبات الهداة ، والبحار ، وكفاية الأثر ، وغير ذلك . . رابعاً : يضاف إلى ذلك أيضاً إلى ما روي من مواقف له عليه السلام ، ومعجزات ، وكرامات ، لا تصدر إلا عن الإمام عليه السلام ، المتصرف ، والمؤيد والمسدد ، وهي كفيلة بإزاحة كل شبهة وتدل دلالة قاطعة على أن لديه عليه السلام علم الإمامة الخاص ، الذي لا يناله البشر العاديون ، ومقام الإمامة الإلهية ، فإن هذا دليل قطعي لجميع البشر على إمامته صلوات الله وسلامه عليه . . والخلاصة : أننا إذا جمعنا كل هذه الطوائف من الأخبار بعضها إلى البعض الآخر ، فسوف نحصل على ما يفوق حد التواتر بالنسبة إلى كل إمام منهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . .

1