تصرفات عائشة مع الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله )
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي أطال الله في عمركم الشريف .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
1 - ورد في صحيح البخاري عن أبي سلمة قال :
" دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة ، فسألها أخوها عن غسل النبي صلى الله عليه وآله ، فَدَعَت بإناء نحواً من صاع ، فاغتسلَتْ ، وأفاضت على رأسها ، وبيننا وبينها حجاب " . انتهى .
السؤال : ما فعلته عائشة هل هو خلاف الحياء أم أنه يوجد ما يبرر لفعلها ؟
2 - وكذلك عن صحيح البخاري عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله أنها قالت : " كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، ورجلاي في قبلته ، فإذا سجد غمزني فقبضتُ رجليَّ ، فإذا قام بسطتهما ، قالت : والبيوت يومئذٍ ليس فيها مصابيح " . انتهى .
السؤال : هذا الفعل من عائشة تجاه النبي صلى الله عليه وآله ، هل فيه عدم احترام أم معذورة في ذلك ؟ لأنه لم يكن في البيوت مصابيح على حد زعمها . وهل هذا الزعم صحيح ؟
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
1 - أما بالنسبة لرواية اغتسال عائشة ، فنقول :
أولاً : إن ما يرد في صحيح البخاري لا يملك السند الذي هو حجة في مقام الإثبات . .
ثانياً : لو صح ما ذكر عن عائشة ، فإنه ليس بالضرورة أن يكون اغتسالها بطريقة تتنافى مع الحياء ، فلعلها قد اغتسلت ، وهي تلبس ثيابها ، وفي حالة لا تتنافى مع الستر اللازم في مثل هذه الموارد ، أو اغتسلت أمام أخيها وهو أخبر غيره بذلك . .
ثالثاً : إن الرواية نفسها قد صرحت بأن أخاها كان هو السائل لها وبأنها قد اغتسلت من وراء حجاب .
2 - وأما بالنسبة لوضع عائشة رجلها في قبلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يصلي . . فإن ذلك معدود في جملة المؤاخذات عليها ، لنفس السبب الذي ذكرتموه في سؤالكم . . خصوصاً ، وأن الرواية قد صرحت بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كان يحتاج إلى غمز رجلها لكي تقبضها من موضع سجوده . .
عصمنا الله وإياكم من الزلل ، في الفكر ، وفي القول ، وفي العمل ، والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله . .