علي ( 38 سنة ) - العراق
منذ سنتين

حول خلق الله عز وجل وصفة كلامة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، طرح علي هذين السؤالين حول خلق كلام الله عز وجل وهما: ١- الشيعة عندهم ان كلام الله مخلوق، ومن كلام الله المخلوق هو " كُن" فما دام كُن مخلوقة وهي الكلمة التي يخلق الله تعالى بها فهذا يعني ان كُن مخلوقه وتخلق عند الشيعة ! وهذا يعني انه يوجد خالق غير الله تعالى !! ٢- الشيعة يقولون ان كلام الائمة هو كلام الله عز وجل ولكن الله لا يتكلم عندهم اساساً ! فكيف كلامهم كلام الله عز وجل وهو لا يتكلم !!؟ فكيف يرد على هذين الشبهتين والسلام عليكم ورحمه الله.


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اولا: الشيعة لا تنفي صفة الكلم عن الله تعالى وكيف يمكن نفيها والقران يصرح بها نعم الشيعة تنزه الله عز وجل عن الجسمية ويستحيل ان يكون الله تعالى جسما قد تقول وما علاقة الجسمية والتجسيم بالكلام فجوابه واضح لان اخواننا السنة يلتزمون ان الله تعالى يتكلم بالة اي ان الله تعالى لا يمكن ان يتكلم الا بآلة التكلم وهذا المعنى يستلزم ان يكون جسما حتى تكون له الة التكلم فنحن نقول ان الله متكلم لكن لا بآلة اظنك ستسأل كيف يمكن ان يكون متكلما بلا آلة والجواب ان الله تعالى قادر على خلق الكلام وايجاد الحروف بلا آلة الكلام فهو متكلم بايجاد وتكوين نفس الحروف والكلمات. ثانيا: ان الله تعالى في مقام الفعل لا يفتقر إلى شيء فما يريده يكون بمجرد ارادته تعالى لأنه تعالى الغني الذي لا يفتقر إلى شيء وليس سبب الفعل هو لابد ان يقول (كن) فهذا فهم خاطئ للآية الشريفة وقد ورد في روايات اهل البيت (عليهم السلام) مايبين عمق هذه القضية فقد روى الكافي ج1 ص109 (فإرادته احداثه لا غير ذلك لأنه لا يروى ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفية عنه وهي من صفات الخلق فإرادة الله تعالى هي الفعل لا غير ذلك يقول له : كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همه ولا تفكر وكيف كذلك كما أنه بلا كيف)) فلاحظ ان مايريده الله تعالى ي(ون بلا حاجة وافتقار إلى عبارة (كن). ففي سؤال جنابكم تفترضون ان الخلق وتحقق ما يريده الله تعالى مرهونا بقول (كن) وان الخالق هو لفظة (كن) وهذا لا يلتزم به احد من الشيعة فلا معنى الزامنا به وانما التحقق فرع الارادة الالهية ولذا تجد في اية اخرى يقول الله تعالى: ((قال تعالى : ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) (سورة القمر : 50) فامر الله لا يحتاج إلى كن وانما هو كلمح بالبصر بل اكثر من ذلك يقول الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ((…واسترزق الله ممّا في خزائنه فإنِّ ذلك بين الكاف والنون)) فلاحظ بين الكاف والنون. واذا رجعنا إلى تفسير الاية الشريفة نجد الشيخ الطوسي في تفسيره يقول: ((معنى قوله : " فإنما يقول له كن فيكون " قيل فيه قولان : أحدهما - انه بمنزلة المثل ومعناه ان منزلة الفعل له في السهولة ، وانتفاء التعذر كمنزلة ما يقال له كن فيكون كما يقال قال فلان برأسه كذا وقال بيده : إذا حرك رأسه وأومى بيده ، ولم يقل شيئا في الحقيقة والوجه الآخر أنه علامة جعلها الله للملائكة إذا سمعوها ، علموا انه احدث امرا . وكلاهما حسن والأول أحسن وأشبه في كلام العرب في عادة الفصحاء )) التبيان في تفسير القران الطوسي ج1 ص431 وفي تفسير الميزان (والتعبير بقوله : كلمح بالبصر يعطي أن الامر الذي هو كلمة ، كن ، موجود دفعي الوجود غير تدريجية ، فهو يوجد من غير اشتراط وجوده وتقييده بزمان أو مكان) الميزان السيد الطباطبائي ج1 ص351 اذا اتضح كل هذا فالقول بان كلام الله مخلوق لا يلزم منه ما ذكره جنابكم الكريم فان عبارة (كن) ليست هي التي سبب الخلق وتحقق الارادة وانما هي بيان ان الله تعالى يسهل عليه الامر في الايجاد بمجرد انه يريد وعلى تعبين الامام عليه السلام انه بين الكاف والنون. ثالثا: لو لم نقل ان كلام الله تعالى مخلوق فانه يلزم محذور الشرك لا من يقول انه مخلوق وذلك لان من يقول ان كلام الله تعالى غير مخلوق يلزمه ان يعتقد بان كلام الله كان مع الله منذ القدم وهذا يلزم منه تعدد القدماء ويلزم منه وجود الشريك لله تعالى بخلاف من يقول ان كلام الله مخلوق لله تعالى فانه القديم هو الله تعالى الواحد الاحد وكل ما سواه مخلوق له لاحظ اخي كيف ان القول بان كلام الله تعالى ليس بمخلوق ماذا يفعل بنا. اما سؤالكم الثاني فهو اضعف من ان نجيب عليه فهو مبني على اوهام وخرافات من لا يعقل ولا يعرف عقيدة الشيعة واكراما لكم اجيبه اولا: الشيعة لا تقول بان كلام الائمة هو كلام الله بمعنى ان ما يقوله الائمة هو من خلق الله فيهم فهذا المعنى لا نلتزم به اصلا فان هذا لاقول يلزم منه الجبر على الائمة والجبر باطل جملة عندنا لا كالاشاعرة وهم اغلب اخواننا السنة الذين يلتزمون بان كل افعال العباد هي افعال الله تعالى ثانيا: الشيعة يلتزمون ان ما من قول يقوله الامام الا هو رضا لله تعالى وانه لا يتكلم بكلام لا يقبله الله او يبغض الله تعالى فكلامهم لا يخالف ما يريده الله وهذا المعنى نلتزم به وهذا غير اان كلامهم هو كلام الله تعالى. ثالثا: اتضح مما سبق اننا نقول بان الله يتصف بالتكلم ولكن لا بالمعنى المغلوط عند الاشاعرة والمجسمة وعليه اتضح بطلان ما رتب عليه وان كلامهم كلام الله تعالى. واخيرا اقول لجنابكم ان عقيدتنا بالائمة عليهم السلام بما وصلوا اليه من طاعة الله تعالى فان الله عز وجل ايدهم ونصرهم فكانوا مطيعين لله تعالى في كل تفاصيل اعمالهم واقوالهم فلا يمكن ان يصدر منهم عمل او قول الا هو لله تعالى رضا وان ما يقولونه وينقلونها انما هو عند جدهم رسول الله صلى الله عليه واله وهو لا ينطق عن الهوى انما هو وحي يوحى وبهذا يكون كلامهم من الله تعالى بتوسط النبي الخاتم صلى الله عليه واله وقد صرحت روايات كثيرة بذكر ما ينقله الامام عن ابيه عن جده عند اجداده الطاهرين عن جده رسول الله صلى الله عليه واله فبهذا المعنى يكون كلامهم هو ما وصل اليهم عن طريق جدهم المصطفى صلى الله عليه واله. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3