السلام عليكم.قبل كنت اتمنى ادرس دين هسه توفرت عندي الفرص لكن الرغبة ماكو كاعد ادرس لكن مو بنفس الرغبه احس بانطفاء ما عندي رغبه للعبادة او الدراسه واحس دائما بضيق ووحشه رغم مدركه انو لازم اعمل العبادات وراح اتعاقب لان ما اسويها لكن ما عندي رغبه او نيه صادقة بالعمل البعض قال بسبب معصيه الله حرمني العلم بسببها او لان الله ما احب عبادتي متهاونه بالعبادات وكسوله بيها رغم اعرف هالشي خطأ بس غصب عني اريد احسن علاقتي بالله واتخلص من هذا الضيق ارجوكم ارشدوني او انصحوني للحل يرحمكم الله تعبت كلش من وضعي 😔
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختي العزيزة
من الأمراض التي توجب الشلل للإنسان والعجز عن الحركة المطلوبة له في الحياة. الكسل والتكاسل والفتور وقلة الرغبة والتواني وضعف الهمة وفقدان الجدية في الحياة.
ولابد لنا أن نبحث اولا عن موجبات واسباب هذا المرض في حياتنا ليسهل علينا معلجته والقضاء عليها.
فقد يكون أولها فقدان الهدف في الحياة؛ فمن الطبيعي أن يعيش الملل والكسل من لا هدف له في الحياة. ومن الطبيعي أن لا يستمتع بعبادته ويتثاقل منها .
اما من يحمل الهدف يرى أن تسبيحاته وتهليلاته وأذكاره وأوراده قصور تبني له الملائكة في الجنة وتوسيع ملكه في الآخرة وتهيئة مكانه في عالم البرزخ وما بعده، كما ورد ذلك في الروايات الشريفة، فإذا كان الإنسان يحاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة في الحياة لأنه يعلم أنه هذه الأعمال صغيرها وكبيرها لها تأثير في آخرة الإنسان وحياته الأبدية. وهي بحق حياة تستحق العمل الجاد والابتعاد عن الكسل والتواني،
وقد يكون سبب الكسل والفتور الإخفاق المستمر في الحياة ومن أخطر ما يعترض الإنسان في الحياة الشعور باليأس في الحياة أو العبادة أو في التعامل مع الله عز وجل؛ ولذلك قيل أن اليأس من رحمة الله عز وجل من أكبر الكبائر. وينبغي للمؤمن من خلال التدبير أن يجتنب الإخفاق جهده. ولا بأس في أن يخفق مرة ومرتين أو ثلاث وإنما عليه أن يحاول مجددا ويعمل ثانية حتى يصل إلى الهدف المطلوب،
وقد يكون سبب الكسل مصادقة ومجالسة الكسالى. وقد ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: (اَلْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) ، والمراد من دينه ديدنه وسلوكه؛ فبدل أن يعيش الإنسان مع الكسالى ممن لا هدف لهم في الحياة ليعيش مع الجاديين المثابرين المؤمنين في الحياة ممن يحملون أهدافا كبيرة،
وقد يكون سبب الكسل القناعة بالوضع الموجود وعدم التطلع إلى الأفضل؛ فقد يكون البعض في وضع اجتماعي أو اقتصادي أو عائلي أو حتى عبادي مناسب؛ فيكون ذلك مدعاة للتكاسل ولا يفكر في أن يرتقي ويصل إلى الدرجات العلى، ولا ينبغي للمؤمن أن يرضى بما هو عليه؛ بل هو يسعى لأن لا يكون يومه كأمسه، فقد ورد أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (مَنِ اِعْتَدَلَ يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ)
وقد يكون سبب الكسل وضعف الرغبة الانسياق وراء الشهوات حلالا كانت أو حراما؛ فالذي يعيش وهمه الملذات والشهوات والبحث عن دور التسلية وأدوات اللعب واللهو يتحول إلى إنسان شهواني لا يحتمل الجد في الحياة،
وقد يكون سبب الكسل وقلة الرغبة والفتور توقع النتائج العاجلة؛ فالبعض منطقه منطق التجار لا يقدم على عمل حتى يضمن المكاسب؛ فلا يقرأ كتابا أو يلقي محاضرة إلا ويتوقع منها مكسبا ماديا أو ثناء أو مَحمدة؛ فإذا لم يحصل على الذي أراد يتقاعس عن العمل.
وقد يكون سبب الكسل كثرة النوم والطعام، وقد وردت روايات تذم العبد الفارغ، وقد ورد في الحديث القدسي عن الإمام الباقر عليه السلام: (قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَيُّ عِبَادِكَ أَبْغَضُ إِلَيْكَ قَالَ جِيفَةٌ بِاللَّيْلِ بَطَّالٌ بِالنَّهَارِ) ، ولذلك أوصى علماؤنا كثيرا بقلة الطعام والشراب والمنام.
فعليكم أن يتدارك ما فرط منكم جراء كسلكم من الأمور فتضاعفون العمل وتبذلون المجهود، وهناك بعض الطرق النافعة للتخلص من الكسل لابد للمؤمن أن يعرفها، فعلى سبيل المثال يستطيع في حال الكسل عن العبادة والصلاة في جوف الليل أن يغتسل ما يسمى بغسل النشاط وهو نوع من التحايل على النفس البشرية ليخرج بذلك من حالة الكسل ويستعيد نشاطه للعبادة، وينبغي بصورة عامة أن يجتنب المؤمن الأماكن والأجواء التي تجره إلى الكسل.
ومن موجبات النشاط والتحفيز زيارة المؤمنين الهادفين الذين يعيشون الحياة بعيدا عن اللهو واللعب،
ومن موجبات النشاط الالتجاء إلى الله سبحانه وطلب ذلك منه عز وجل، ومن الأدعية المروية عن السجاد عليه السلام (..اُمْنُنْ عَلَيْنَا بِالنَّشَاطِ وَأَعِذْنَا مِنَ اَلْفَشَلِ وَاَلْكَسَلِ وَاَلْعَجْزِ وَاَلْعِلَلِ وَاَلضَّرَرِ وَاَلضَّجَرِ وَاَلْمَلَلِ) ، فلتطلب من الله سبحانه أن يبعث فيك النشاط ويرفع من همتك ويحبب لك العمل للعاجل والاستعداد لما بعد الموت، وقد ورد في أدعية الإمام السجاد الكثير من الأدعية التي تدل على هذا المعنى من دعائه عليه السلام: (وَلا تَبْتَلِيَنِّي بِالْكَسَلِ عَنْ عِبَادَتِكَ) وقوله عليه السلام (حَبِّب إلَيَّ ما تُحِبُّ مِن القَولِ والعَمَلِ حتّى أدخُلَ فيهِ بِلَذّةٍ وأخرُجَ مِنهُ بِنَشاطٍ، وأدعُوَكَ فيهِ بنَظَرِكَ مِنّي إلَيهِ).
دمتم موفقين بمحمد وال محمد
صلوات الله عليهم اجمعين