( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

حكم كثير الشكّ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا بنت عمري ٢٤ سنه أعاني من الوسواس القهري، حدث عندي ذلك قبل تقريباً ٥ أشهر تقريباً، وقبل ذلك بسنين كان لديّ شكّ لكن تفاقم عليّ في الفترة الأخيرة، فصرت أعيد الوضوء والطهارة وأكرّر ذلك عدة مرّات، وهكذا استفحل عليّ الحال بدأت يداي تتقشر من شدّة الغسل المستمر! فأرجو مساعدتي؛ لأن حياتي أصبحت صعبة، ولا أستطيع أن أكمل العيش هكذا!


حسب رأي السيد السيستاني

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ننصح كلّ مبتلٍ بهذا الشك والوسوسة بالسعي إلى إصلاح الحال، والتخلّص من هذا الداء الفتّاك، وإصلاح الحال يحصل من خلال مرحلتين: المرحلة الأولى : أن يلتفت إلى هذه الحالة حالة ذميمة عقلاً وشرعاً؛ لأنها خروج عن الوسطية والاعتدال، وهدر لطاقات الإنسان، من غير أن يجني منها فائدة، فالوسوسة ليست ضرباً من الورع والتقوى، ولا عناية مرغوب فيها بأحكام الشرع المقدّس، وإنما هي نحو اختلال في إدراك الإنسان، وضعف في نفسه وإرادته، واستسلام لا يحاءات الشيطان الخبيث كما أشير إليه في الحديث، فإذا وعى هذا المعنى جيداً، وعرف حقيقة هذه الحالة، تصل النوبة إلى المرحلة الثانية. المرحلة الثانية : أن يسعي جاهداً إلى السيطرة على نفسه، وامتلاك زمام إرادته، والحيلولة دون تلاعب الشيطان به، فليعقد العزم على ذلك، مستيقناً بأن الله سبحانه لا يعاقبه على عدم الاعتناء بما يحتمله في يوم القيامة، فإذا شكّ في وصول الماء لم يعتن، وبنى على حصول الطهارة، جارياً على المعتاد في ذلك، وكلّما كرّر منه عدم الاعتناء بالشك ضعفت سلطة الوهم على نفسه إلى أن يزول بأس الشيطان من التعلّق به، فيصبح معتدلاً في رعايته للطهارة والنجاسة، وليستيقن إنه إذا دخل هذا المضمار، وعلى سبيل التحدّي كان هو الغالب، وكان الله سبحانه في عونه، وضعف كيد الشيطان به، قال تعالى: «إنّ كيدَ الشيطانِ كانَ ضعيفاً» والله الموفق إلى الصواب.

2