logo-img
السیاسات و الشروط
( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الحماقة

السلام عليكم ما هو الحمق؟ وما أسبابه؟ وهل هو قهري أم إختياري؟؟ وكيف يعالج؟


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اختي العزيزة الناس علی درجات من حیث العقل هنالك الانسان العاقل الذي یعلم ما له وما علیه وأعني بالعاقل هنا المکلف الانسان اذا وصل الی مرحلة من الفهم یسمی عاقلاً . وهنالك العاقل بالمعنی الخاص بمعنی الذي یری حقائق الأمور الذي لا یتبع الهوی هذا انسان عاقل المعنی الخاص عندنا انسان مسلوب العقل بالمعنی العام الذي رُفع عنه القلم الا وهو المجنون رُفع القلم عن المجنون حتی یعقل وعن النائم حتی یستیقظ وعن الطفل حتی یبلغ هکذا نعلم اذاً المجنون هو الذي لیس له العقل العام هذا کما قلنا رُفع عنه التکلیف. و عندنا انسان لیس بمجنون ولکنه أحمق أي هذا الانسان لیس له عقل التدبیر فمن هو الاحمق؟ نحن عندنا الأحمق معناه الواضح ذلك الانسان الذي لا یحسن التصرف في الأمور المالیة مثلاً یقول ایها الناس تعالوا اشتروا منزلي منزل یسوی مثلا مئة ألف دینار یقول أبيعه بألف دینار أنت انسان أحمق. اذاً الحماقة عندنا في الجانب المالي عادة أو في الجانب الاجتماعي انسان مثلا یمزح في غیر محله . ولکن في روایات اهل البیت المعنی أوسع. فقد جاء في الروایة عن الامام الحسن علیه السلام یقول : (ما أعرف احداً الا وهو أحمق في ما بینه وبین ربه) یعني کل الناس في علاقتهم بالله حمقی یا لها من روایة کما یقال لاذعة وفیها عتاب بلیغ! مثلاً انسان یتعمد أن لا یستیقظ بین الطلوعین اذا فاتته صلاة الفجر لا یبالي بهذه الروایة هذا بینه وبین ربه أحمق تصور انسان مبتعث الی بلاد بعیدة ابتعاثاً مجانیاً وقت الرحلة ینام عمداً یقول ما لي وهذه البعثة الا یقال أنت أحمق؟ فوت علی نفسك سفرة مهمة السفر الی الله أهم من السفر البلاد اذاً هذا الذي لا يصلي في اول الوقت عمداً من الممکن أن ندرج في روایة المعصوم علیه السلام. ومن المصادیق المتعارفة للأحمق مع کل قول یمین من علامات الأحمق کلما یقول جملة والله الیوم أكلت الأکلة الفلانیة ما قیمة أكلك حتی تقسم علیه؟ له مع کل قول یمین هذه علامه! من أمارات الأحمق کثرة تلونه یوم مثلا فترة یواظب علی المساجد صباحاً لیلاً فجراً واذا به فجأة يترك المسجد واهله ویذهب الی عکس المساجد هذا متلون کل یوم له مزاج یوم اجتماعي الى أبعد الحدود لا یترك مجلساً وبعد فترة تراه یغلق الباب علی نفسه هذا أحمق. کذلك من علامات الأحمق أنه یری نفسه محسناً وإن کان مسیئاً هؤلاء من أخسر الناس اعمالا الذین یحسبون أنهم یحسنون صنعا الذین ظل سعیهم مضمون الآیة اذاً الاحمق دائما یری نفسه علی خیر ویجزم أنه علی خیر ولهذا لو أن احدنا رأى انساناً یمدح نفسه من الصباح الی اللیل یُذهب الی مستشفی الأمراض النفسیة یقول انا أثری الأثریاء انا ملك الملوك مثلا هذا الانسان انسان مریض یقول یری نفسه محسناً وإن کان مسیئاً ویری عجزه کیساً یعني فطنة وذکاءً وشره خیراً هذا ایضا انسان أحمق، الأحمق یُفهم من خلال لسانه تتفاجئ بإنسان في من هندام جمیل یلبس ما یلبسه الناس تری فیه خیراً بمجرد أن یتکلم تعلم أنه أحمق المرء مخبوء في طي لسانه لا في طيلسانه أي تخت ثیابه، من دلائل تُعرف الحماقة تُعرف حماقة الرجل في ثلاث في کلامه في ما لا یعینه یدخل في کل رطب ویابس وجوابه عما لا یُسئل عنه أنت ما سألته هو یجیب یقول انا إبن فلان أسكن في مکان کذا وظیفتي کذا ومن سألك عن وظیفتك؟ هذا ایضا انسان أحمق، وتهوره في الأمور لا ینظر الی عواقب القضایا یستعجل في أخذ القرارات هذا ایضاً انسان أحمق. کیف نتعامل مع الحمقی؟ اذا واجهت الأحمق افترضه صفراً لا تقم له وزناً لا عوقب الأحمق بمثل السکوت عنه لماذا تتنزل الی مستوی الحمقی؟ بعض الناس یبذل طاقته جهده تنتفخ أوداجه کما یقال بالتعبیر العرفي یحرق أصعابه لیتکلم مع الأحمق دعه في حماقته ما لك وهذا الأحمق؟ اذا اُبتلیت بالأحمق سل الله عزوجل اذا ابتلیت ابتلاء ملازماً موظف العمل انسان أحمق علی طاولتك في غرفتك یا لها من مصیبة عیسی بن مریم یقول داویت المرضی فشفیتهم بإذن الله وأبرئت الأکمه والأبرص بإذن الله وعالجت الموتی فأحییتهم بإذن الله نص القرآن الکریم تبرئ الأکمه والأبرص تحيي الموتی وعالجت الأحمق فلم أقدر علی اصلاحه! لأنه لا یعترف بحماقته لو أعترف هناك أمل للنجاة ولکن ماذا نصنع بإنسان لا یعلم وهو لا یعلم بأنه لا یعلم هذه مصیبه. بعد ذلك ما هي آثار مصاحبة الحمقی؟ الذي یعاشر الاحمق هذا یتخلق بأخلاقه کما یقال المرء علی دین خلیله , ومن لم یجتنب مصادقة الاحمق اوشك أن یتخلق بأخلاقه! والانسان الاحمق مشکلته في باطنه اذا لم یغیر باطنه لا یتغیر بقولك. ومن المهم اجتناب مصادقة الأحمق، وقد يكون هذا الإنسان عطوفا ورحيما وصاحب خلق كريم ولكنه قد يضرك أو يسوءك لقلة عقله وجهله، فقد ورد في الروايات الشريفة عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (إِيَّاكَ وَ صُحْبَةَ اَلْأَحْمَقِ فَإِنَّهُ أَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنْهُ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ إِلَى مَسَاءَتِكَ) وقد رأينا بعض الآباء يمنعون أبنائهم من الصيام الواجب إشفاقا عليهم وفي المقابل لا يمتنعون أن يصاحب أولادهم الشباب الفاسدين بدعوى أنهم شباب وعليهم أن يستمتعوا بأوقاتهم، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (مُقَاسَاةُ اَلْأَحْمَقِ عَذَابُ اَلرُّوحِ) ويتأكد الحذر من مصاحبة الأحمق عند إرادة الزواج، فلينظر الزوج أو الزوجة إلى عقل شريك حياته؛ فما أصعب على الإنسان أن يعاشر من لا يملك وعيا وعقلا في معالجة الأمور. وفي الختام نذكر عدة من الروايات فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):« أحمق الحمق الفجور » عن الامام علي عليه السلام:لاعوتب ألاحمق بمثل السكوت عليه عن الامام علي عليه السلام:سكوت عن الاحمق أفضل من جوابه لكل داء دواء يستطب به ؛ الا الحماقة أعيت من يداويها. وعن الإمام علي (عليه السلام) - وقد سئل عن أحمق الناس -:« المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها » وعنه (عليه السلام):« أحمق الناس من ظن أنه أعقل الناس » وعنه (عليه السلام):« أحمق الناس من يمنع البر ويطلب الشكر، ويفعل الشر ويتوقع ثواب الخير » وعنه (عليه السلام):« أحمق الناس من أنكر على غيره رذيلة وهو مقيم عليها » وعنه (عليه السلام):« أكثر الناس حمقا الفقير المتكبر » وعنه (عليه السلام):« أحمق الحمق الاغترار » وعنه (عليه السلام):« أكبر الحمق الإغراق في المدح والذم » وعنه (عليه السلام):« من أعظم الحمق مؤاخاة الفجار » وعنه (عليه السلام):« لا حمق أعظم من الفخر » دمتم موفقين بمحمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين

2