التعامل مع الأب الظالم
السلام عليكم ماذا أفعل مع ابي الظالم كيف اتعامل معه مثال على ظلمه نحن ليس لدينا بيت ملك خاص بنا نحن نسكن في بيت جدي الذي اعاد بنائه ابي و لكن هذا البيت لا يحتوي الا على ثلاث غرف و نحن ستة افراد حيث ابي لديه المال لشراء منزل لنا لكن ابي ذهب و اشترى بيت لأخيه الصغير و ايضا هو لا يهمه شأننا كل ما يهمه ان يعمل و يصرف على امه و اخوه و يعطينا مصرف لكن عندما يأتي الى البيت كأنه ضيف و ليس رب الأسرة اتمنى ان تجيبوني على هذا السؤال و شكراً لكم
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة عزيزي في البداية ينبغي عليك ان تتكلم بما يليق عن ابيك فليس من الصحيح ان تنعته بالظلم لانه ينفق على امه ويعطف على اخيه رغم انك قلت انه وفر لكم بيتاً وقد بناه جديداً وان كان ليس ملكاً له حسب ما تقول وايضاً هو ينفق عليكم ولم تذكر انه مقصر في الانفاق على اسرته فمن قال لك ان تصرف ابيك بهذا الشكل الذي وصفته هو ظلم ؟ تعامل مع ابيك كما يجب وعبر له دوماً عن احترامك له وبرك به واعنه وساعده وقم بواجباتك ايضاً تجاهه وتجاه اخوتك وامك واعمل او تفوق في دراستك حتى تعينه على صعوبات الحياة واعلم ان لوالدك عليك حق وهو ان تبره وتحسن اليه ولا تسيء له ولا تؤذيه وان كان عندك رأي اخر في فعل ابيك فاجلس معه باحترام وتحدث معه بادب وافهم منه وجهة نظره تأمل في قوله تعالى ( وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَ إِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) العنكبوت ٨ وقال تعالى ( وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَ صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان ١٥ وقوله تعالى ( وَ قَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) الاسراء ٢٣ وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ( ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الاحسان) و قال الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ( ثلاث لم يجعل الله عزوجل لاحد فيهن رخصة : أداء الامانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين ) وعن الإمام الصادق عليه السلام ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال:ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك ) وروي عن الإمام الباقر عليه السلام انه قال ( قال موسى بن عمران:يا رب! أوصني؟ قال: أوصيك بي، قال:فقال: رب أوصني؟ قال: أوصيك بي - ثلاثا - قال: يا رب أوصني؟ قال: أوصيك بأمك، قال: يا رب أوصني قال: أوصيك بأمك، قال: يا رب أوصني؟، قال: أوصيك بأبيك ) وجاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق ( وأما حق أبيك : فان تعلم أنه أصلك ، وأنك فرعه ، وأنك لولاه لم تكن. فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، واحمد اللّه واشكره على قدر ذلك. ولا قوة إلاّ باللّه. ) ومن دعاء الامام زين العابدين عليه السلام ( . اللهم وما تعديا ( يعني بذلك الوالدين ) علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته وجدت به عليهما، ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو اجازيهما على مثل، أين إذا يا إلهي طول شغلهما بتربيتي؟ وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة علي؟ هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا ادرك ما يجب علي لهما ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما. فصل على محمد وآله وأعني يا خير من استعين به. ووفقني يا أهدى من رغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والامهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون. ) دمتم في رعاية الله وحفظه