logo-img
السیاسات و الشروط
. ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ابي يضربني على ابسط الاشياء

اني اهلي مدمريني محطمين حياتي ابوي. يكرهني ويضربني عل ابسط الشياء وامي توگف وياه ويعيروني عل انو هم ينطوني اكل وملابس واني كرهت حياتي يعني لو انتحر لو اعوف اهلي بس اني ارجو منكم اتكلولي اذ اعوف اهلي وانام بالمساجد او بالشارع بس كون اخلص من اهلي عادي لو ميجوز؟


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة ايها العزيز مهما يكن تصرف والديك تجاهك فلابد ان تعمل انت بتكليفك الشرعي تجاههما ولا يستدرجك الشيطان وسوء تصرفهما معك أن تكون من اهل العقوق للاباء والامهات فان ذلك من المعاصي الكبيرة فقد قال تعالى في كتابه الكريم ( وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ) من سورة الاسراء الاية ٢٣ ،٢٤ وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ( ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الاحسان) و قال الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ( ثلاث لم يجعل الله عزوجل لاحد فيهن رخصة : أداء الامانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين ) و قال الامام أبي عبد الله (عليه السلام) ( من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة ) ، فالحذر من الوقوع في عقوق الوالدين فانها من اعظم المعاصي فادعو لهما بصلاح الحال والهداية والاستقامة والمغفرة وحسن العاقبة فانهما وان كانا مقصرين في حقك كما تقول فانهما كانا محسنين لك في يوم من الايام لاسيما ايام الطفولة والصغر فلا تنسى فضلهما واحسانهما وبرهما بك ، فاما امك فقد حملتك في بطنها اشهراً طوال وربتك وسهرت الليالي لاجلك واما ابوك فقد عمل في البرد والحر من اجل ان يوفر لك عيشاً كريماً ولا يجعلك محروما من كثير مما تنعم به الكثيرون من اقرانك . ولدي العزيز قد يكون هذا الذي تمر به من نوع من انواع الابتلاء فان الله تعالى يبتلي عباده ببعض الابتلاءات الدنيوية ( … لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) من سورة النمل الاية ٤٠ فيبتلي بعض عباده بالفقر وبعض بالمرض وبعض اخر بعدو وبعض اخر بزوجة سيئة الخلق واخر بزوج سيء الخلق او اولاد عاقين وبعضهم يبتليه الله تعالى بوالدين سيئين وغيرها من صور الابتلاء ولم يستثنِ الله احداً من هذا القانون فحتى الانبياء عليهم السلام قد تعرضوا للابتلاءات ولكنهم صبروا ونجحوا في هذا الاختبار والامتحان فمهم من ابتُلي بعدو ومنهم من ابتُلي بالمرض ومنهم من ابتُلي بالفقر ومنهم من ابتلي بالنساء وعلينا ان نتأسى بهم فننجح كما نجحوا ونصبر كما صبروا فالمطلوب من المؤمن ان يحسن التصرف حين التعرض للابتلاء وان يتحلى بالصبر على ما ابتلاه الله تعالى وان يحاول ان يغير الظروف السيئة المحيطة به مستعيناً بالله تعالى على ذلك . حاول ان تتأمل في فقرات هذا الدعاء المروي عن الامام زين العابدين وهو من ادعية الصحيفة السجادية ( . اللهم وما تعديا ( يعني بذلك الوالدين ) علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته وجدت به عليهما، ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو اجازيهما على مثل، أين إذا يا إلهي طول شغلهما بتربيتي؟ وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة علي؟ هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا ادرك ما يجب علي لهما ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما. فصل على محمد وآله وأعني يا خير من استعين به. ووفقني يا أهدى من رغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والامهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون. ) تأمل في ذلك كله وحاول ان تتقرب الى والديك ولا تبتعد عنهما وكن قريباً منهما حتى تجعلهما يحبانك واياك ان تتصرف تصرفاً يسيء لهما ويزعجهما فتزيد من حالة النفور التي بينك وبينهم . نعم ليس من الصحيح ان يتعامل الاب مع ولده بهذا الاسلوب القاسي بل عليه ان يجعله واعياً مدركاً لما حوله ويحوطه ويرعاه بعنايته وربما انك لم تحسن التعامل مع والديك ولم تكن كما يريدون فانعكس ذلك على طريقة تعاملهم معك ، فعليك ان تجعل اباك اكثر ثقة بك من خلال اهتمامك برعاية نفسك وصيانتها مما هو سيء وان تكون اكثر وعياً وادراكاً لما حولك وان لا تصحب الا الاخيار والجيدين والحريصين على سلامة مستقبلهم ، استشره في كل شيء واستأذنه اذا اردت ان تخرج واطلب منه ان تخرج معه في زيارة الاقرباء مثلاً وكن قريباً منه ولا تخالفه واهتم بدراستك وتفوق فيها او في عملك ان لم تكن مشتغلا بالدراسة ولا تكن من العاطلين وتعامل مع الاخرين بطريقة تعكس انك رجلٌ يمكن الوثوق به والاعتماد عليه . ولدي العزيز : لا احد يريد ان يرى شخصاً افضل منه سوى الاب فانه يطمع ان يرى ابنه افضل من كل احد واحسن من كل شخص لانه امتداده الطبيعي وبه بقاء اسمه وبه يفتخر ويتباهى ولذلك تجد ان امير المؤمنين عليه السلام يخاطب ولده الامام الحسن عليه السلام بهذا المعنى فيقول ( وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا [لو] أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي ) واعلم انه لا يوجد في هذا العالم ذو حقٍ عليك بعد الله ورسوله وائمة الهدى صلوات الله عليهم اعظم من والديك فاسعى ما تمكنت وابذل كل جهدك لارضائهما واذا اردت الحديث مع ابيك فعليك بمراعاة الهدوء والأدب في مناقشته والحديث معه فلا تحد النظر إليه ولا ترفع الصوت عليه ولا تستخدم الكلمات الخشنة معه فعن الامام الصادق عليه السلام في معنى قوله تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) قال عليه السلام ( لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما ) وجاء في رسالة الحقوق عن الامام زين العابدين عليه السلام ( وأما حق أبيك : فان تعلم أنه أصلك ، وأنك فرعه ، وأنك لولاه لم تكن. فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، واحمد اللّه واشكره على قدر ذلك. ولا قوة إلاّ باللّه. ) وفي مقطع اخر من دعاء الامام زين العابدين لوالديه المروي في الصحيفة السجادية يقول عليه السلام ( أللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وَأَبَرُّهُمَا بِرَّ الاُمِّ الرَّؤُوفِ، وَاجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَبِرِّيْ بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وَأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا وَاُقَدِّمَ عَلَى رِضَاىَ رِضَاهُمَا وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَإنْ قَلَّ وَأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وَإنْ كَثُرَ. أللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَأَطِبْ لَهُمَا كَلاَمِي، وَأَلِنْ لَهُمَا عَرِيْكَتِي، وَاعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً أللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي وَأَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، وَاحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي. ) والحذر من ان تتصرف تصرفاً لا يعود عليك الا بخسارة الدنيا والاخرة فالتفكير بالانهزام والخلاص من مواجهة الابتلاءات ومشاكل الدنيا بطريقة لا تعود عليك الا بخسارة الدنيا والاخرة مما لا ينبغي لك التفكير فيه فضلاً عن فعله . هدانا الله واياك لطريق مستقيم وجعلنا الله واياك من المحسنين البارين بالاباء والامهات دمتم في رعاية الله وحفظه

3