ورد في دعاء الصباح لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
وقهر عباده بلموت و الفناء
فما هو المقصود من الفناءفي الدعاء وهل هو الموت ام غيره وماهو الفرق بينهم؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
الظاهر من فقرة الدعاء وهي (وقهر عباده بالموت والفناء) أي: ان الله سبحانه وتعالى بعد ان رسمَ سمة (البقاء) له عزّ وجلّ في فقرة: (فيامن توحد بالعز والبقاء).قابل بين ذلك وبين ما يضادها وهي الفقرات التي تقول بأنه تعالى قهر عباده بالموت والفناء، حيث ان الموت والفناء يضادان البقاء .
فالمعنى المتحصل من الدعاء :
يا إلهي! يا من كنت فرداً متفرداً بالعزّة، ولا عزّة لعزيز إلاّ منك، ومتفرداً بالبقاء، ولا بقاء لباق إلاّ منك. ويا من قهرت وغلبت كل المخلوقين بالموت ومفارقة الروح الجسد، وعودة الأجساد إلى الأصل الذي جاءت منه وهو التراب، وجعلتهم معدومين من الدنيا، بعد أن كانوا موجودين فيها يتمتعون في خيراتها ونعيمها
والفناء قد يتبادر منه الانعدام، ليس المقصود بالضرورة هو الفناء المطلق، وإنما المراد منه نوع من الزوال النسبي بأعتبار أن الروح عندما تترك تعلقاتها بالبدن فيكون نوع من الغروب، غروب الروح عن تصرفاتها في البدن الدنيوي والنشأة الدنيوية وان كانت هي تنزح إلى مأوى آخر: وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.
ليس الفناء المطلق وإنما هو الانحسار والكينونة التي يكون فيها الانسان إلى عالم آخر وبالتالي فهو غروب وزوال واندثار.
والموت هو تطوّرٌ وتحوّلٌ، غروبٌ عن نشأةٍ وشروق بنشأةٍ أخرى، وبعبارةٍ ثانيةٍ: الموت عدمٌ ولكنه ليس عدماً مطلقاً بل هو عدمٌ نسبيٌّ، عدمٌ لنشأةٍ. والإنسان لا يتجرّع الموت المطلق، وإنما يعاني فقدان حالةٍ خاصةٍ والتحوّلَ إلى حالةٍ أخرى.
والظاهر من الفقرة في الدعاء ،هو عطف تفسير ،فلا فرق بين الموت والفناء في الفقرة المذكورة.
دمتم في رعاية الله