ذي القرنين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا بالسائل الكريم الظاهر من عبارة أمير المؤمنين (عليه السلام)، هو وجه المشابهة، وذلك لأنّ ذي القرنين كان عبداً صالحاً مؤمناً أحب الله فأحبه الله ونصح الله فنصحه الله، وكذلك ضرب ذي القرنين على رأسه مرتين، فلعل الامام (عليه السلام) كان يقصد هذه الوجه لا سيّما أنّه (عليه السلام)، أشار إلى شخصية ذي القرنين حينما سُئل عنه . فقد جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في كثير من المصادر لمّا سُئل عن ذي القرنين أنبياً كان أم ملكاً ؟ فقال (عليه السلام): (لم يكن نبياً ولا ملكاً، ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضة، ولكن كان عبداً أحب الله فأحبه الله ونصح الله فنصحه الله، وإنَّما سُمِّي ذا القرنين لأنه دعا قومه إلى الله عز وجل فضربوه على قرنه فغاب عنهم حيناً ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الآخر، وفيكم مثله). فالإمام عليه السلام كان عابداً ومحباً لله تعالى، بحيث لا يعرف حقيقته إلا الله تعالى والرسول صلى الله عليه واله وسلم فقد وصل إلى مقام عال عند الله تعالى لم يصل حتى ذي القرنين إليه، وهذا يكشف عن مدى حب أمير المؤمنين عليه السلام لله تعالى هو واضح من خلال عباراته في دعاء كميل بن زين منها: (( واعتقده ضميري مِنْ حبك ))، منها : (( يالهي وسيدي ومولاي وربي، صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر إلى كرامتك )) . منها : (( ولأبكينّ عليك بُكاء الفاقدين، ولأُنادينك أين كنت ياولي المؤمنين يا غاية آمال العرافين … ياحبيب قلوب العارفين)). وكذلك، فإن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أصيب بضربة من عمرو بن عبد ود، وبضربة من عبد الرحمان بن ملجم فاستشهد بها، كما ضرب ذي القرنين مرتين، والله العالم .