logo-img
السیاسات و الشروط
النجم ( 34 سنة ) - العراق
منذ سنتين

فلسفة الغيبة الكبرى

السلام عليكم: جاء في(تاريخ الغيبة الصغرى٤٣٣/٢): إذن فالغفلة ، بهذا المعنى ضرورية الثبوت للإمام بلا إشكال . السؤال/ماالمقصود بالغفلة ، وهل يجوز ذلك على الإمام (عليه السلام) ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب بعد مراجعة كلمات الكتاب فليس يقصد ان الامام تقع منه الغفلة كما هي تقع من عند البشر وانما يقصد شيئا اخر وانقل لحضرتكم نص العبارة ثم ابين لكم شيئا فيها: ((الامر الاول: إن الإمام عليه السلام ، بالرغم مما يستدل عليه في الفلسفة من استحالة الغفلة عليه ... المزید لا يمكن الالتزام بكونه ملتفتاً إلى كل الأمور في الكون دفعة واحدة. فإن ذلك من خصائص الله عز وجل وحده .ولا يقوم ذلك البرهان بإثباته. إذن فالغفلة ، بهذا المعنى ضرورية الثبوت للإمام بلا إشكال. ومع الغفلة لا يمكن أن يريد أن يعلم . فإن إرادة العلم تتوقف على الالتفات لا محالة ، وبدونه لا معنى لهذه الإرادة. فإذا لم يرد الإمام أن يعلم ، لا تنطبق هذه القاعدة بطبيعة الحال ، وإعلام الله تعالى إياه لا يتحقق )). فالمراد من الغفلة هي ما يكون عندنا نحن الناس العاديين وانما اراد ما هو بلحاظ الله تعالى فالامام مهما يكون ليس كالباري في حضور كل شيء عنده دفعة واحدة في اعلى مراتبه فهذا المعنى لا يكون الا لله تعالى وليس حتى للامام المستوى الذي هو لله تعالى فاطلق على هذا التدرج في حضور الامور بكلها وجزئها هو غفلة فهو بلحاظ ما يكون حاضرا عند الله تعالى في اعلى مراتبه تكون المرتبة الادون منه وهي التي للامام عليه السلام هي غفلة بلحاظ ذلك الذي لله تعالى هي غفلة. ولعل التعبير بالغفلة وما لها من انطباع سلبي جعل هذا المعنى غير واضح من كلامه والمناسب التعبير بالدرجة ونقول ان درجة حضور تفاصيل الوجود بكل ما فيه من الدقائق عند الله تعالى هي في اعلى مراتبها واما عند النبي والائمة عليهم السلام فهي ادنى من ذلك بلا شك ولا ريب فاين حضور الدنيا عند الله تعالى واين هي عند المعصومين عليهم السلام وهذا المقدار بهذه العبارات ينفعه فيما يريده من اثبات ان كل ما يريد ان يعلمه الامام عليه السلام فانه يعلمه بلحاظ هذه المرتبة من حضور الامور عنده وبالتالي ما كان فوق هذه المرتبة يمكن ان يكون غائبا عنه بمقتضى درجة احاطته وحضور الاشياء وما يلزمها عنده. وكيف ماكان فان كل هذه التفاصيل التي دخل بها كتاب الغيبة الكبرى هو لاجل تمرير فكرة ان طول الغيبة قد يكون لاجل اطلاع ومعرفة الامام بكل تفاصيل ما يمر به الناس عبر الاجيال فيعطيه رصيدا كبيرا من المعرفة وهذه الفكرة بحد نفسها لا حاجة لها في فلسفة الغيبة الكبرى فان معرفة كل هذه التفاصيل ليس عسيرا على اهل البيت عليهم السلام وهل الحكمة الالهية تقتضي ان يغيب الامام كل هذه السنين لاجل ان يكتسب هذا العلم مع تيسر ان ينزل عليه العلم اللدني في اللوح المحفوظ بما سيكون في هذه التفاصيل باجمعها. بغض النظر عن فكرة انهم عليهم السلام لو ارادوا ان يعلموا لعلموا بها ومن ثم وصل به الكلام الى هذه الاشكالات واراد الجواب عنها فقال ما قاله في قضية الغفلة. فهذا كله لا حاجة له من اصله فهذا الاحتمال الذي ذكره في فلسفة الغيبة ليس عليه دليل ومجرد احتمال ساقه. وهناك وجوه مقبولة في طول الغيبة اكثر انسجاما مع الاسس العقدية التي تلتزم بها مدرسة اهل البيت عليهم السلام بلا ان نمر بزوايا ضيقة مثل التي حصلت في هذا الاحتمال. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1