للتكد من الحديث
هل هذا الحديث صحيح .انما الاعمال بالنيات ؟
اهلا وسهلا بالسائل الكريم النية : أكد على تصحيح النية الإسلام الحنيف، فكل عمل لم يكن مقروناً بنية القربى لله تعالى لا يكون ذات قيمة في المنظور الإسلامي، أما إذا كان مقرناً بها فهو يكون ذات قيمة وإن كان العمل بسيطاً، لذلك حثت الروايات على تصحيح النية وجعلها في المسار الصحيح . فأن مدار الاعمال على النيات . وقد ورد الحث على ذلك من الفريقين، وما ورد في سؤالكم اخي الكريم، ورد عن العامة، في ((صحيح البخاري))، جزء ١/ ١٧ - ١٨، باب كيف بدء الوحي، وكذلك في ((سنن ابن ماجه))، جزء ٢/ ١٤١٣، كتاب الزهد، باب، النية (٢٦)، حديث (٤٢٢٧)، وفي ((شرح المهذّب))، جزء ١/ ٢٨. وفي ((سنن الدار قطني))، جزء ١/ ٥١ . ونقله كذلك الشيخ زين الدين العاملي (رحمه الله) المعروف بالشهيد الثاني، من علماء الشيعة في كتابه ((منية المريد في اداب المفيد والمستفيد))، صفحة (١٣٣) . وعلق عليه قائلاً: ((وهذا الخبر من أصول الإسلام، وأحد قواعده وأوّل دعائمه . قيل: وهو ثلث العلم . ووجّهه بعض الفضلاء بأن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وبناته، فالنية أحد أقسام كسبه الثلاثة، وهي أرجحها، لأنّها تكون عبادة بانفرادها بخلاف القسمين الآخرين . وكان السلف وجماعة من تابعيهم يستحبون استفتاح المصنفات بهذا الحديث تنبيهاً للمطلع على حسن النية وتصحيحها، واهتمامه بذلك واعتنائه . ومتن الحديث هو: قال النبي (صلى الله عليه [واله] وسلم: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) . وورد عند الخاصة ماهو قريب من ذلك: روى الكليني، جزء (٢)، صفحة (٨٤)، كتاب، الايمان والكفر، باب، النية، حديث (٢). ١ - قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: ((نية المؤمن خير من عمله . وفي لفظ آخر: أبلغ من عمله)) . وكذلك ورد هذا الحديث في كتاب ((أمالي الطوسي))، جزء (٢)، صفحة (٦٩)، وفيه (ابلغ من عمله)) . ٢ - ورى بإسناده، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما)، قال: ((لا عمل إلا بنية)) . ٣ - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((إن العبد المؤمن الفقير ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فإذا علم الله عز وجل ذلك منه بصدق نية كتب الله له من الاجر مثل ما يكتب له لو عمله، إن الله واسع كريم)). ٤ - عن أبي بصير قال: ((سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حد العبادة التي إذا فعلها فاعلها كان مؤديا؟ فقال: حسن النية بالطاعة)) . ٥ - عن أبي هاشم قال: ((قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: " قل كل يعمل على شاكلته" قال: على نيته)) .