logo-img
السیاسات و الشروط
يا صاحب الزمان ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

المراجع و الصعوبات

سلام عليكم ما هو الدافع الذي جعل المراجع مثل السيد علي السيستاني دام ضله يصبح مرجعا ويتحمل جميع الفتاوي التي يقولوها ماذا لو كان هناك بعض الأحكام غير صحيحه هل سنحاسب نحن ام هم انا جدا احترم واحب المراجع ولكن اسئل عن سبب يجعلهم يصبحون مراجع لان هذه مسئله صعبه وهل لهم اجر كبير على ذالك لكي يدفعهم لهذه المهمه الصعبه يعني ما الدافع لكي يصبحون مراجع ويتحمل كل هذه المسؤولية


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الاخت المحترمة:- الجواب على سؤالكم يحتاج إلى تناول ما سألت عنه من عدة نقاط النقطة الأولى:- لا شك في إن التفقه في الدين وطلب العلم في طريقه للوصول إلى واقع ما أمرنا الله به دفعاً للعقاب المترتب على عدم الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى يحكم بوجوبه العقل والشرع، فإن العلم بوجود تكاليف لله على العبد ومخالفتها توجب العقاب يوم الدين يحكم العقل بالضرورة على العبد دفع الضرر عن النفس ودفعه يتوقف على تعلم الأحكام التي وضعها الشرع المقدس للموضوعات الخارجية حتى ان الفقهاء أجمعوا على أنه ما من واقعة إلّا ولله فيها حكم، وللوصول إلى الحكم نحتاج إلى قراءة ما ورد عن النبي وآله المتضمنة لأحكام الله عز وجل قراءةً تنسجم مع واقع مرادهم عليهم السلام، وهذا ما يحتاج إلى تعلم القواعد الاساسية في كيفية فهم النص واستنباط الحكم منه وهذا ما يتوقف على دراسة كل ما يقع في طريق هذه القراءة التي تنسجم مع مرادهم الواقعي ، وأمّا حكم الشرع بطلب التفقه في الدين فقد دلت الآيات الكريمة وتواترت الروايات الشريفة في ذلك، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:- وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍۢ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ، وورد في الخصال للشيخ الصدوق أن أمير المومنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله (ص) يقول : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانه ، واقتبسوه من أهله فإنّ تعليمه لله حسنةٌ ، وطلبه عبادةٌ ، والمذاكرة به تسبيحٌ ، والعمل به جهادٌ ، وتعليمه مَن لا يعلمه صدقةٌ ، وبذله لأهله قربةٌ إلى الله تعالى لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمونس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدِّث في الخلوة ، والدليل على السرّاء والضرّاء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادةً تُقتبس آثارهم ، ويُهتدى بفعالهم ، ويُنتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلّتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم ، يستغفر لهم كل رطبٍ ويابسٍ حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه .. إنّ العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يُطاع الرب ويُعبد ، وبه توصل الأرحام ، وبه يُعرف الحلال والحرام ، العلم امام العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه !.. الى آخر الحديث، وفي هذا النص الشريف الوارد عن أمير المومنين كفاية ما تريد معرفته من وجوب طلبه وسبب هذا الوجوب وما يترتب على طلبه من الثواب والآثار العظيمة، وقالَ الإمام جعفرُ بن محمد الصَّادق ( عليه السلام ) : " لَوَدِدْتُ أَنَّ أَصْحَابِي ضُرِبَتْ رُءُوسُهُمْ بِالسِّيَاطِ حَتَّى يَتَفَقَّهُوا " . وقالَ الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) : " الْكَمَالُ كُلُّ الْكَمَالِ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ ، وَ الصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ ، وَ تَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ " . وروي أنه دَخَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : " يَا جَابِرُ ، قِوَامُ هَذِهِ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ : عَالِمٌ يَسْتَعْمِلُ عِلْمَهُ ، وَ جَاهِلٌ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ ، وَ غَنِيٌّ جَوَادٌ بِمَعْرُوفِهِ ، وَ فَقِيرٌ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ " . وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "ليت السيّاط على رؤوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال والحرام". وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "تفقّهوا في دين الله، ولا تكونوا أعراباً، فإنّ من لم يتفقّه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة، ولم يزكِّ عمله". النقطة الثانية:- بعد أن اتضح لك وجوب طلب العلم بدلالة العقل بالضرورة على ذلك وأمر الشرع به فإنه قد دلت الآيات الكريمة على أن وجوبه كفائياً وليس عينياً أي أن الله سبحانه وتعالى وعلى لسان نبيه وآله عليهم افضل الصلوات والتسليم طلبه كفايةً بمعنى أنه لو تصدى له جماعة سقط عن الآخرين وجوب طلبه على أن يرجع من لم يطلبه إلى من طلبه ليعلم ما يجب عليه ممّا لم يجب وما يدل على ذلك صراحةً هو الآية الكريمة التي نقلتها في النقطة الأولى:- وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين… الى آخر الآية وهذه كافيه في إثبات دعوى الكفائية فيه، والمهم في هذا المجال بيانه هو أن الذي يقوم بطلبه ويتخصص به بدراسة القواعد التي تقع في طريق استنباط الحكم من كلام الشرع فقد جعل الشرع حجية لقوله بمعنى أن الأخذ بما فهمه من النص استنباطاً سيكون معذراً امّام الله سبحانه وتعالى على تقدير مخالفة ما استنبطه للواقع المراد للشرع، وكلامه منجز لو استنبط حكماً الزم المكلف العمل به وعدَّ مخالفة ما حكم به مخالفة للشرع يعاقب عليها في يوم الحساب، وإلّا فلو لم يكن لكلامه وحكمه حجة وكونه منجزاً ومعذراً على تقدير المخالفة لما أمر الشرع بالإكتفاء بقيامه بطلب العلم وإسقاطه عن الغير، وأوجب العقل والشرع رجوع العالم للجاهل فيما لم يعلمه ولا يعذر إن لم يرجع لأهل الإختصاص في ذلك. النقطة الثالثة:- من خلال النصوص المتقدمة وغيرها ممّا تواتر في الثواب العظيم الذي يحصل عليه من يفرغ نفسه لهذه المهمة الإلهية العظيمة والقرب الذي يحصل عليه فضلاً عن أن هذه المهمة هي مهمة الانبياء والأوصياء صلوات الله عليهم أجمعين، وما نقلته لك في النقطة الأولى ما ورد في الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام كاف في الاندفاع إلى القيام بهذه المهمة التي تورث الجنة والرضوان والتسابق عليها فلاحظ ماذا يقول الأمير عيه السلام:- : سمعت رسول الله (ص) يقول : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانه ، واقتبسوه من أهله فإنّ تعليمه لله حسنةٌ ، وطلبه عبادةٌ ، والمذاكرة به تسبيحٌ ، والعمل به جهادٌ ، وتعليمه مَن لا يعلمه صدقةٌ ، وبذله لأهله قربةٌ إلى الله تعالى لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمونس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدِّث في الخلوة ، والدليل على السرّاء والضرّاء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادةً تُقتبس آثارهم ، ويُهتدى بفعالهم ، ويُنتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلّتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم ، يستغفر لهم كل رطبٍ ويابسٍ حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه .. إنّ العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يُطاع الرب ويُعبد ، وبه توصل الأرحام ، وبه يُعرف الحلال والحرام ، العلم امام العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه !.. الى آخر الحديث، النقطة الرابعة:ان تصدي الفقيه للمرجعية ليس بطلب منه ولا بسعي منه لذلك بل بطلب من باقي العلماء من اهل الخبرة ممن يطلعون على اعلمية العالم ويحثون الناس على تقليده لما وصلوا اليه من اعلميته في استنباط الاحكام الشرعية وورعه واجتهاده في طلب رضا الله تعالى. فالمرجعية مسؤلية الاهية عظيمة وخطيرة.

1