سلام عليكم
الشيعة يعتقدون ان الله ليس في السماء وهذا المعتقد جدًا خطير بل مُخرِج عن الملة، لأن الله في السماء على العرش بأدلة القرآن والسُنة وإجماع علماء المسلمين، قال تعالى: ﴿الرَّحمنُ عَلَى العَرشِ استَوى﴾ وقال سبحانه: ﴿أَأَمِنتُم مَن فِي السَّماءِ أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذا هِيَ تَمورُ﴾، وعلو الله سبحانه على خلقه معلوم بالفطرة والعقل ومعلوم بالإضطرار من دين الإسلام ، فلماذا تقولون انه ليس في السماء ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
ان فكرة ان الله في السماء هو من نتاج المجسمة الذين قالوا ان الله تعالى جسم تعالى الله عن ذلك بل الله عز وجل لا يمكن ان يكون جسما فكيف يكون جسما وهو لا يفتقر ولا يحتاج الى شيء والجسم يحتاج الى مكان فهل يعقل ان يحتاج الله الى المكان وهو من خلق المكان هذا اولا
ثانيا العرش ليس عبارة عن عرش مادي كما هو عرش الملوك فان هذا المعنى باطل في حق الله تعالى وانما المراد استوى على عرش القدرة وان الخلق بالنسبة اليه سواء فلابد من تفسير العرش تفسيرا ينسجم مع محكمات القران كقوله تعالى: ((ليس كمثله شيء)) فيكف يكون له عرش ويجلس عليه وليس كمثله شيء فهو كغيره اذن
ثالثا: لا ملازمة بين تفسير العرش بالمادي وانه يجلس على عرشه وبين ان يكون مكان الله في السماء فالعرش قد يكون في باطن الارض او في كوكب اخر غير كوكب الارض
رابعا: ان فكرة السماء وان في السماء كيف يمكن ان نفهمها والارض كروية ولكل مكان في الارض سماؤه التي تخصه فكيف يمكن ان نقول هو في السماء فاي سماء تقصدون سماء العراق مثلا او سماء المغرب او سماء بيروت او سماء اوربا او سماء امريكا فهذه كلها سماء بالنسبة لمن تحتها
او ان وجود الله يحيط بكل هذه السماء في كل جهتها ام ماذا فكيف يمكن تصور وجوده في السماء
ولعل هذا الذي جعل بعض من يدعي هذه الدعوى ان يقول ان الارض ليست كروية وانما هي منبسطة حتى يمكنه ان يفترض ان الله في السماء فوق هذه الارض المنبسطة
خامسا: الكون عبارة عن كواكب ومجرات ممتدة لملاين السنين الضوئية فاين هو الله في كل هذه المجرات وهذا الكون الفسيح الا تجد ان هذا الكلام غير منطقي انه في السماء فاذا خرجنا من هذه السماء وجدنا الكون العظيم فتتيه منا ما نسميه سماء فاذا بالكون الرحب لا تحده سماء فكيف بخالق كل هذا الكون اي سماء يكون هو فوقها.
سادسا: يقول الله تعالى: ((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ))(الحديد:4) الاية واضحة في اثبات ان الله تعالى معنا اين ما نكون فهو في كل مكان ولا يحده المكان فلو كان الله في السماء فهذا يعني ان اجزاءه موزعة بامتداد السماء فيكون الجزء الايمن من الله جل وعلا مكانه غير الجزء الايسر وهذا يعني تبعيض الخالق على السماء وليس يعقل ان يكون كل جزء منه في الايمن وكل جزء منه في الايسر فكيف يكون موزعة اجزاؤه والاية تقول هو معكم اي هو بكله لا بجزئه وافتراض انه في السماء يعني انه ليس معنا اين ما كنا.
سابعا: يقول الله تعالى: ((أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ... المزید))(المجادلة: 7) فالاية الشريفة واضحة ان الله تعالى معنا اين ما كنا وما من ثلاثة يتناجون اي يتكلمون بكلام خفي فيما بينهم الا كان الله تعالى معهم ولا اكثر من ذلك ولا اقل الا كان معهم والاية تقول ان الله تعالى معهم والمعية انه موجود في كل عالم الوجود لا انه فقط في السماء.
ثامنا: يقول الله تعالى : ((وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ)) (البقرة:115) وهذه الاية ايضا تبين حقيقة واضحة في الباري عز وجل وهي انكم اين ما تولوا وجوهكم يكون الله تعالى وهي واضحة انه تعالى في كل مكان ولا يحده المكان
تاسعا: اما ما يخص الاية الشريفة (أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ)) (الملك:16) فانه بعد اتضاح ان الله تعالى لا يمكن ان يكون في جهة لان الجهة من خواص الاجسام والله تعالى ليس بجسم ويستحيل ان يكون جسما فاي اية قد يفهم منها هذا المعنى لابد من حملها على المعنى المحكم فالمتشابهات تحمل على المحكمات لا انا ناخذ بالمتشابه ونبني عقيدتنا عليه.
وعليه فهذه الاية قد يكون المراد منها بيان العلو وليس الجهة وانه تعالى متعالي وله قدرة على ان يخسف بكم الارض وليس لبيان ان مكانه في السماء
ويحتمل الكلام بحسب ما يعتقدونه هم بان الخالق في السماء فخاطبهم على وفق عقيدتهم بان الذي تعتقدون انه في السماء ألا تخافون منه ان يخسف بكم الارض وليس يريد ان يقول اني انا الله في السماء
وشي اخر وهو الاهم ان الاية لم تقل ان الله في السماء ولم تقل اامنتم الله الذي في السماء حتى يحتج بها من يقول ان الله تعالى في السماء وانما قالت (من في السماء) ومن فسماء قد يكون المراد ملائكة التدبير والتقدير اي اامنتهم من الملائكة الذين في السماء ان يخسفوا بامر الله بكم الارض
والا فالله تعالى كما هو اله في السماء هو اله في الارض يقول الله تعالى : ((هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ))(الزخرف:84) فلا فرق عند الباري تعالى بين السماء والارض فهو الاله في السماء وفي الارض.
ومن كل هذا يتضح انه يستحيل ان يكون الباري في جهة وانه منزه عن الجسم
وتوجد اسئلة كثيرة ترتبط بنفي الجسمية عن الباري تعالى يمكنكم الرجوع اليها والاستفادة منها.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته