السلام عليكم
في رواياتنا الكثير والكثير من التحذيرات من التقليد الأعمى، والأئمة بالمرويات الواضحة ينهونا عنه، ناهيكم عن إن تقليد الناس لكم لا يكون تقليد للمعصوم لأن أغلب فتاواكم فتاوى إجتهادية أو ناتجة عن علوم وضعية كعلم الرجال الذي لا يوجد عليه دليل لا في سماء ولا في أرض، وأختلاف الفتوى فيما بينكم فما من مسألة الا وفيها أختلاف الفتوى واختلاف الأقوال فهل دين الله واحد أم أكثر ؟ بالطبع واحد بنص قول المعصوم صلوات الله عليه، وهذا كان ما لديّ فما ردكم على قولي هذا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
اخي الكريم جناب الميرزا الروايات الواردة في التحذير من التقليد او الايات الشريفة انما هي ناظرة الى العقيدة لا الى الامور الفرقعية فان الرجوع الى العالم في معرفة احكام المسائل الفرعية الشرعية من الاحكام الشرعية شيء متجذر عند كل العقلاء فكما نذهب الى اهل الاختصاص في كل مجالات الحياة كذلك نرجع الى عالم الدين في معرفة ما يذكره القران واهل البيت عليهم السلام
فالمطلوب ان نعمل على وفق ما ورد في القران والسنة الشريفة وبالتاكيد العالم الذي اتعب نفسه لسنين طوال في متابعة الايات والروايات ووصل الى تلك الاحكام يكون محل اطمئنان في كونه الحكم الشرعي ومن هنا يلزم ان البحث عن اعلم هؤلاء العلماء لانه اقرب الى معرفة حكم الله تعالى هذا اولا
ثانيا: ما تفضل به جنابكم الكريم من قضية الاختلاف فليس الامر كما تفضل به جنابكم الكريم نعم هناك اختلاف في المسائل الشرعية ولكن في تفصيلات دقيقة في المسائل
ثالثا: لم يقل احد ان الرجوع الى عالم الدين هو بحد نفسه رجوع للمعصوم نعم هو رجوع للعالم الذي ياخذ الاحكام من المعصوم وليست الاحكام من عنده وانما اعتمادا على القران الكريم والروايات الشريفة
رابعا: اما قضية علم الرجال فان هذا من الامور المفرحة لا العكس فان تثبت الفقيه من الروايات التي ترد عندنا في مصادرنا عن طريق البحث في سندها وان كل شخص نقل لنا هذه الرواية لابد ان يكون ثقة مع تثبته من مضمون الرواية وامور اخرى في الاستيثاق من الرواية كل هذا شيء جيد فانه يعني ان الفقيه حذر جدا في التعامل مع الروايات الشريفة وليس كل ما ورد في كتبنا هو حجة وان الامام عليه السلام قاله خاصة اذا عرفنا هناك من دس في الروايات وكذب على النبي صلى الله عليه واله وعلى اهل البيت عليهم السلام يجعل الفقيه على حذر شديد في التعامل مع الروايات .
خامسا: والمهم ان نتامل جيدا في قضية مهمة وهي اننا نتفق جيمعا ان الاسلام فيه احكام شرعية لابد ان يعمل الانسا على وفقها ومما لا شك فيه ان زماننا هذا له خصوصية وهي غيبة الامام المعصوم
فهنا نحن اما ان نترك كل تلك الاحكام الشرعية او نعمل بالاحكام الشرعية من دون ان نرجع الى شخص المعصوم لكونه غائبا عنا
بالتاكيد لا يمكن ان ناخذ بالخيار الاول لان دين محمد الى يوم القيامة لكل الناس
اذن لابد من الاخذ بالاحكام بلا الرجوع الى شخص الامام الغائب عجل الله فرجه الشريف وجعلنا من انصاره وااعوانه
وهنا نسال كل انسان عاقل
كيف يمكنك ان تعمل وتاخذ بالشرعية اذا لم يمكن ان تاخذها من شخص المعصوم
هنا لابد ان يقول نرجع الى القران الكريم والى روايات النبي صلى الله عليه واله وروايات اهل البيت عليهم السلام الى زمن الامام الحجة وغيبته الشريفة عن الناس وهذه الروايات كثيرة وتؤدي الكثير من الاحكام التي يحتاجها الناس
وانا اتفق جدا معك في هذه النتيجة
والان نسال هل يذهب جيمع الناس ويتعلمون القران الكريم والروايات الشريفة
بالتاكيد لا يمكن ذلك فان كثيرا من الناس مشغولون بامور الحياة والمعاش فضلا ان بعضهم لا قدرة له ولا معرفة له بالقران والروايات فلا يمكن ان يذهب الجميع لمعرفة كل ما في القران من الاحكام الشرعية وما في الروايات الشريفة خاصة وان في الروايات ما هو صحيح وما هو ضعيف وما هو مجمل وما هو مفصل وما هو عام وما هو خاص وماهو مطلق وما هو مقيد وما هو محكوم وما هو حاكم الى ما شاء الله من التفاصيل التي ترتبط بعلم الرواية فمن يدخل في القران والروايات يحتاج الى عدة علوم ليس فقط يعرفها بل لا بد ان يضبطها وتنمر فيها وهذا شيء متعسر بل متعذر على الجميع
فاذاً لابد ان يذهب البعض الى التعلم واخذ هذه العلوم وضبطها وهؤلاء هم من ياتون الى الناس ويعلمونهم امور دينهم وهذا ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز: ((وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) (التوبة:122)
فالمؤمنون جميعا لا ينفرون ويذهبون الى التفقه في الدين وانما الذي يذهب طائفة هؤلاء يتفقهون ويتعلمون ويصلون الى الاحكام المطلوبة للناس فيرجعون الى قومهم يعلمونهم ويحذرونهم
لاحظ اخي كيف الامور منسجمة تماما وتسير على وفق ما وصلنا اليه بتفكيرنا واكده القران الكريم
فالتقليد هو العمل بالقران وروايات اهل البيت عليهم السلام ولكن بواسطة شخص مؤتمن من المؤمنين يتفقه في الدين ويعرف تفاصيل القران والروايات وناخذ منه الاحكام الواردة في القران الكريم والروايات.
وهناك اسئلة عديدة في هذا الموضوع واجوبة كثيرة من الاخوة في المجيب في بيان الدليل من القران والروايات يمكنك مراجعتها والاستفادة منها.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته