logo-img
السیاسات و الشروط
ALSHRIF ( 15 سنة ) - السعودية
منذ سنتين

مقتنيات الامام علي عليه السلام

السلام عليكم اذا من الممكن ان تذكرو لنا بعض من مقتنيات الامام علي عليه السلام عندما كان حاكما من ملابس وبيوت ونحوها؟ وجزاكم الله خيرا الجزاء .


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إن من ذاتيات إمام المتّقين، ومن أبرز عناصره الزهد التامّ في الدنيا، والرفض الكامل لجميع مباهجها وزينتها فكان أزهد الناس، وقد تحدّث الإمام (عليه السلام) عن زهده وإعراضه عن الدنيا بقوله (عليه السلام): (فو الله ما كنزت من دنياكم تِبراً، ولا ادّخرت من غنائمها وَفراً، ولا أعددت لبالي ثوبي طِمراً، ولا حُزت من أرضها شِبراً، ولا أخذت منه إلاّ كقوت أتان دبرة). لقد زهد الإمام (عليه السلام) في الدنيا في جميع فترات حياته خصوصاً لمّا تولّى السلطة العامّة للمسلمين، فقد تجرّد تجرّداً تامّاً من جميع رغباتها وعاش عيشة البؤساء والفقراء، فلم يبنِ له داراً، ولم يلبس من أطايب الثياب وإنّما كان يلبس لباس الفقراء، ويأكل أكلهم، مواساةً لهم وهكذا انصرف عن الدنيا، وملاذّها ومنافعها، فعن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) أنه قال: (ولقد ولي علي(عليه السلام) خمس سنين وما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعاً، ولا أورث بيضاء، ولا حمراء). وذكر المؤرّخون والرواة صوراً رائعة ومذهلة من زهد الإمام (عليه السلام) كان منها ما يلي: ١ ـ لباسه (عليه السلام): لم يعتن الإمام (عليه السلام) بلباسه، وإنّما كان يلبس أخشن الثياب، وليس عنده من الثياب غير الثوب الذي عليه ... المزید كل ذلك إعراضاً منه عن زهرة الحياة الدنيا وزهده بها ومواساة منه للفقراء ... وهذه بعض البوادر التي حكيت عنه: أ ـ منها: انه خرج إلى الناس وعليه إزار مرقوع فعوتب في لبسه فقال (عليه السلام): (يخشع القلب بلبسه ويقتدي به المؤمن إذا رأه عليّ). ب-روى عليّ بن الأقمر قال: رأيت عليّاً وهو يبيع سيفاً له في السوق ويقول: (من يشتري منّي هذا السّيف، فو الّذي فلق الحبّة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته). ٢ ـ طعامه (عليه السلام): وامتنع الإمام (عليه السلام) من تناول ألوان الأطعمة، واقتصر على ما يسدّ الرمق من الأطعمة البسيطة كالخبز والملح، وربّما تعدّاه إلى اللبن أو الخلّ، وكان في أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله) (يربط الحجر على بطنه من الجوع)، وكان قليل التناول للحم، وقد قال (عليه السلام): (لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان)،وكان (عليه السلام) يقول: (من أدخله بطنه النار فأبعده الله). ويروي لنا سويد بن غفلة صورة من زهده (عليه السلام) حيث يقول: دخلت على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) القصر فوجدته جالساً بين يديه صحفة فيها لبن حازر، أجد ريحه من شدّة حموضته وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه وهو يكسّر بيده أحياناً فإذا غلبه كسّره بركبته فطرحه فيه، فقال (عليه السلام): (ادن فأصب من طعامنا هذا)، فقلت: إنّي صائم فقال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (من منعه الصوم عن طعام يشتهيه كان حقّاً على الله أن يطعمه من طعام الجنّة ويسقيه من شرابها)، قال: فقلت لجاريته وهي قائمة بقريب منه: ويحكِ يا فضّة ألا تتّقين الله في هذا الشيخ ألا تنخلون له طعاماً ممّا أرى فيه من النخالة؟ فقالت: لقد تقدّم إلينا أن لا ننخل له طعاماً، قال (عليه السلام): (ما قلت لها؟ فأخبرته، فقال: (بأبي أنت وأمّي من لم ينخل له طعام ولم يشبع من خبز البرّ ثلاثة أيّام حتّى قبضه الله عزّ وجل، يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله)). ومن المؤكّد أنّ الإمام (عليه السلام) لم ينل من أطائب الطعام حتى وافاه الأجل المحتوم، فقد أفطر في آخر يوم من حياته في شهر رمضان على خبز وجريش ملح، وأمر برفع اللبن الذي قدّمته له بنته الزكية أمّ كلثوم، وهو في نفس الوقت كان يدعو اليتامى فيطعمهم العسل حتى قال بعض أصحابه: (وددت أنّي كنت يتيماً). وهو الذي طلّق الدنيا، وكانت الأموال تجبى إليه من جميع بلاد الإسلام إلاً من الشام، فكان يفرّقها. منقول بتصرف . المصدر :موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، باقر شريف القرشي ،الجزء والصفحة : ج1, ص103-109. دمتم في رعاية الله

1