فاطمة ناجي عقل ( 15 سنة ) - لبنان
منذ سنتين

المختار الثقفي

السلام عليكم ما هو سبب ان هناك بعض الروايات تذم المختار الثقفي؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا بالسائل الكريم المروية عن أهل البيت عليهم السلام في خصوص المختار تتوزع على طائفتين: طائفة منها تذم الرجل وتشير إلى الموقف السلبي منه، في حين نرى الطائفة الثانية تثني عليه وتعده من الرجال المقبولين عند أئمة أهل البيت عليهم السلام. وقد استعرض السيد آية الله أبو القاسم الخوئي الطائفتين مرجحاً الروايات المادحة على الذامة. الروايات المادحة روي عن الإمام السجاد عليه السلام أنه قال: جزى الله المختار خيراً. روي عن الإمام الباقر إنه لما أتاه أبو الحكم ولد المختار أكرمه وقربه حتى كاد يقعده في حجره. فسأله أبو الحكم عن أبيه وقال: إن الناس قد أكثروا في أبي والقول قولك، فمدحه الإمام وترحم عليه ومن هنا ذهب المامقاني إلى القول بصحة عقيدة المختار ويقول إن رضا الإمام عليه السلام تابع لرضا الباري تعالى مما يكشف عن صحة معتقد الرجل. وروي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال عندما أرسل المختار برأس عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد إلى المدينة: إن المختار أدخل السرور على أهل البيتعليهم السلام. ثم قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث المختار إلينا برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه السلام. الروايات الذامة روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين عليه السلام وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على بابهعليه السلام دخل الآذن يستأذن لهم فخرج إليهم رسوله فقال: أميطوا عن بابي فإنّي لا أقبل هدايا الكذابين، ولا أقرأ كتبهم. إلاّ أنّ الرواية كما يقول السيد الخوئي ضعيفة الإسناد جداً. وروي عن الإمام الصادقعليه السلام أنه قال: كان المختار يكذب على علي بن الحسينعليه السلام.وهذه الرواية هي الأخرى ضعيفة السند. روى الصدوق مرسلاً أن الحسنعليه السلام لما صار في مظلم ساباط، ضربه أحدهم بخنجر مسموم، فعمل فيه الخنجر، فأمر عليه السلام أن يعدل به إلى بطن جريحي، وعليها عمّ المختار بن أبي عبيدة مسعود بن قيلة، فقال المختار لعمّه: تعال حتى نأخذ الحسن عليه السلام ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق. وقد ناقش السيد الخوئي الرواية بقوله: وهذه الرواية لإرسالها غير قابلة للاعتماد عليها، على أنّها لو صحت لأمكن أن يقال: إنّ طلب المختار هذا لم يكن طلباً جدياً وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي عمّه، فإن علم أن عمّه يريد ذلك لقام باستخلاص الحسن عليه السلام، فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن عليه السلام. وقد ذهب السيد محسن الأمين إلى نفس التبرير وأنّ المختار إنما أراد اختبار موقف عمّه في هذه القضية. وجاء في رواية أخرى نقلها الشيخ في تهذيب الأحكام أنّ المختار من أصحاب النار، ولكنه يخرج منها بشفاعة الإمام الحسين عليه السلام. إلا أنّ الرواية ضعيفة عند علماء الرجال. المختار عند علماء الإمامية ذهب بعض علماء الإمامية إلى القول بأن المختار كان سليم الطريقة مشكور الموقف والعمل، نعم ورد عن بعض الأعلام منهم التوقف في حقه كالعلامة المجلسي، ومن تلك المواقف: قال ابن نما الحلي: به خبت نار وجد سيد المرسلين وقرة عين زين العابدين وما زال السلف يتباعدون عن زيارته ويتقاعدون عن إظهار فضيلته تباعد الضب عن الماء والفراقد من الحصباء ونسبوه إلى القول بإمامة محمد بن الحنفية ورفضوا قبره وجعلوا قربهم إلى الله هجره مع قربه، وإن قبته لكل من خرج من باب مسلم بن عقيل كالنجم اللامع، واعلم أن كثيراً من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم على معاني الأخبار ولا رؤية تنقلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ ولو تدبروا أقوال الأئمة في مدحه لعلموا أنه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالى - جل جلاله - في كتابه المبين ودعاء زين العابدين عليه السلام دليل على أنّه عنده من المصطفين الأخيار ولو كان على غير الطريقة المشكورة ويعلم أنه مخالف له في اعتقاده لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب ويقول فيه قولاً لا يُستطاب وكان دعاؤهعليه السلام له عبثاً والإمام عليه السلام مُنزَّه عن ذلك. قال ميرزا محمد الأستر آبادي بعد استعراضه الكلمات المادحة والذامة له: والذي يظهر لي ترك سبّه وعدم الاعتماد على روايته والله أعلم بحاله. قال عنه الشيخ عبد الله المامقاني: كان إمامي المذهب ومؤمناً بإمامة الأئمة المعصومين عليهم السلام وكانت ثورته وحركته بإذن من الإمام السجاد عليه السلام، وإن لم تثبت وثاقته إلا أن كلمات المدح والثناء عليه تضعه في الحسان. وإن لم يكن للرجل إلا ترحم الإمام الباقر عليه السلام عليه ثلاث مرّات في مجلس واحد لكفاه. عند العلامة الحلي: بما أن العلامة الحلي خص القسم الأول من كتابه بالإمامية فقط ولم يذكر فيه من غير الإمامية أحداً مهما بلغ من الوثاقة ومن هنا نعرف أن إدراج العلامة للمختار ضمن قائمة الرجال الذين ترجم لهم في هذا القسم من كتابه بأنه يذهب إلى القول بكون المختار إمامي المذهب والمعتقد. قال عنه العلامة المجلسي بعد استعراض الروايات الكثيرة المتعرّضة للمختار: إنه وإن لم يكن كاملاً في الإيمان واليقين ولا مأذوناً فيما فعله صريحاً من أئمة الدين، لكن لما جرى على يديه الخيرات الكثيرة وشفي بها صدور قوم مؤمنين كانت عاقبة أمره آئلة إلى النجاة فدخل بذلك تحت قوله سبحانه ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ (سورة التوبة) وأنا في شأنه من المتوقفين وإن كان الأشهر بين أصحابنا أنه من المشكورين. عند السيد ابن طاووس: ذهب إلى ترجيح روايات المدح على الروايات الذامة. عند السيد الخوئي: ذهب إلى القول بأن الظاهر من الروايات أن حركة المختار كانت بإذن خاص من الإمام السجاد عليه السلام. عند العلامة الأميني وصفه برجل الهدى، الناهض المجاهد والبطل المغوار، المختار بن أبي عبيد الثقفي. ثم قال: ومن عطف على التاريخ والحديث وعلم الرجال نظرةً تشفعها بصيرة نفّاذة، علم أنَّه في الطليعة من رجالات الدين والهدى والإخلاص، وأنَّ نهضته الكريمة لم تكن إلّا لإقامة العدل باستئصال شأفة الملحدين، واجتياح جذوم الظلم الأموي، وأنَّه بمنتزح من المذهب الكيساني، وأنَّ كل ما نَبزوهُ من قذائف وطامّات لا مُقيلَ لها من مستوى الحقيقة والصدق، ولذلك ترحّم عليه الأئمّة الهداة سادتنا، السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام وبالغ في الثناء عليه الإمام الباقر عليه السلام، ولم يزل مشكوراً عند أهل البيت عليهم السلام هو وأعماله. (من ويكي الشيعية) .

3