باسميه ( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الاعتزال

السلام عليكم اني معتزله عن زوج و ما يهمني لا غير عليه ولا احبه ولا لي علاقه بي ابد وكنه غير موجود اصلن واسمع خبارنه شنو يسوي من اهله والسبب نجرحت منه هوايه كلمان نتقادات وهوه هم معتزل ولا شغل بيه وما اهمه بس كلشي اسويله لي يريده مني وحنه ما صارلنه سنه. هل هاذه بلاء ام نعمه هل هاذه شي طبعي وهل سبب انا ام هو وانا لا ختلط بيه لن تعبت من المشاكل وعتزلت حته ما اذل نفسي هل عتزالي حرام عليه


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأخت المحترمة:- تارةً نتكلم في الجواب على مستوى التكليف الشرعي تجاه زوجك — من جهة حرمة ما تقومين به أو عدم حرمته — وأخرى نتكلم على مستوى ما يلزم فعله لاستدامة الحياة الزوجية وتأدية الرسالة التي كلفنا الله سبحانه وتعالى بها تجاه عيالنا وأبنائنا وتنشأتهم بما يتوافق وما اراده الشرع المقدس ليكونوا نفعاً لأنفسهم بعد تكليفهم ونفعاً للمجتمع المؤمن، أمّا على مستوى التكليف الشرعي:- فالواجب عليك كزوجة أمران :- الأول أن لا تخرجي من بيته بدون علمه ورضاه بذلك، والثاني :- أن تمكنيه من نفسك متى ما اراد بما للتمكين من مقدمات لها مدخلية في رغبته من الاقتراب إليك بإزالة ما ينفره من منك، فإن أنت التزمتي هذين الامرين فلا شيء عليك ولم تعتبري مقصرة في حقه شرعاً، نعم في مسألة التمكين فإن حدود الواجب فيها هو استعدادك لتمكينة إن اراد بنظافتك وتحسين ما يطلبه من جسمك ولا يجب عليك أن تعرضي نفسك عليه فالواجب هو أن تتهيأي له إن أراد فإن فعلت ذلك ولم يأت ولم يقترب فلا شيء عليك. أمّا على المستوى الآخر:- وهو مستوى المحافظة على الحياة الزوجية وعدم تصدير الخلاف إلى الأطفال بجعلهم يطلعون على ما أنتم عليه ممّا يكون له المدخلية التامة في إنعكاس مشاكلكما على على نفسياتهم ممّا يترسخ ذلك في اذهانهم ويكون له الأثر على مستواهما الدراسي والتربوي وغيره، فلابد من الصبر على الأذى للغاية التي ذكرتها لك، ويكون النقاش والمدافعة عن نفسك بينكما دون إطلاعهم على ذلك، فعليكِ العناية بأطفالكِ والمداراة الحكيمة مع الزوج عسى أن يلين أو يؤوب إلى العدل والحقّ، وإن تصبري وتتّقي يجعل لكِ مخرجاً ويكتب لكِ بذلك الأجر الجزيل ويعقّبه الخير وإن كان في الدنيا أو الآخرة. وأعلمي أنّ هذه الأمور ابتلاءات يختبر الله بها عباده ليميّز المؤمن الصادق من غيره، فعليكِ بالثقة بالله سبحانه واليقين بولايته، فقد قال تعالى: (الله وليّ الذين آمنوا) فإذا توجّهتِ إليه سبحانه ووثقتِ بتولّيه لأمركِ فإنّه يأخذ بيدكِ إلى الخير والصلاح، وينبغي لكِ حينئذٍ مواجهة الصعوبات بنفس قويّة مطمئنّة، لأنّكِ بالله تعتصمين وبه تعالى تثقين وعليه تتوكّلين. ولكِ إن أمكن أن تستشيري في أمركِ بعض أهل العقل والحكمة والتجربة من ذويك ممّن تثقين به كي تدرسي الطريق الأمثل للحلّ، ولسوف يجعل الله بعد عسر يسراً إن شاء الله تعالى.

2