السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
باب الفيل أو باب الثعبان، وهي أشهر أبواب المسجد الجامع في الكوفة والباب الرئيسية في المسجد، تقع هذه الباب في مقابل الضلع القبلي لمقام الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام.
وفيما يخص تسمية الباب فقد ورد أنها كانت تعرف أول الأمر بباب الثعبان نسبة إلى معجزة للإمام علي (عليه السلام) وممن ذكرها ابن شهر آشوب نقلها من كتاب فضائل الكوفة لعمر بن حمزة العلوي قال:
(كان أمير المؤمنين ذات يوم في محراب جامع الكوفة إذا قام بين يديه رجل للوضوء فمضى نحو رحبة الكوفة يتوضأ فإذا بأفعى قد لقيه في طريقه ليلتقمه فهرب الرجل من بين يديه إلى أمير المؤمنين فحدثه بما لحقه في طريقه فنهض أمير المؤمنين حتّى وقف على باب الثقب الذي فيه الأفعى فأخذ سيفه وتركه في باب الثقب وقال: ان كنت معجزة مثل عصا موسى فأخرج الأفعى، فما كان إلا ساعة حتّى خرج يساره ثم رفع رأسه إلى اللإعرابي وقال: انك ظننت أني رابع أربعة لما قمت بين يدين فقال: هو صحيح، ثم لطم على رأسه وأسلم)(١).
وهناك رواية أخرى تختلف عنها ذكرها الشيخ حسين بن عبد الوهاب – من أعلام القرن السادس الهجري – قال بالإسناد إلى الإمام الصادق:
(كان أمير المؤمنين يخطب يوم الجمعة على المنبر إذ سمع عدو الرجال يتواقعون بعضهم على بعض، قال لهم مالكم؟ قالوا: يا أمير المؤمنين ثعبان عظيم قد دخل ونفزع منه ونريد أن نقتله، فقال الإمام: لا يقربنه أحد منكم واتركوه فإنه رسول جاء في حاجة فتركوه، فما زال يتخلل الصفوف حتّى صعد المنبر فوضع فمه في أذن أمير المؤمنين فنق في أذنيه نقيقاً ونزل عن المنبر فانساب بين الناس فالتفتوا فلم يروه، فسألوا الإمام عنه فقال: هذا رسول من الجن وقد اختلفوا في أشياء وانفذوه إلي فجاء وسألني عنها وأخبرته الجواب)(2).
وقد ورد ذكر هذه الحادثة في الكثير مذن الشعر، ومن ذلك ما قاله الوراق:
علي مناجي الأفعوان وجيشه حواليه من جاث إليه وجشم(3)
وقال ابن علوية:
أو يعلمون وما البصير كما العمي تأويــــل آية قصـة الثعـــبان
إذ جـــــاء وهو مــراتب في منبـر يعطي العباد مبارك العيدان(4)
أما لماذا عرفت الباب باب الفيل:
فهذا موضع اختلاف أيضاً واثبت عند البلاذري في تعليل نسبة الباب إلى الفيل، ما ذكره عن أبي مسعود الكوفي، أنه قال (حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي عن مشائخ من أهل الكوفة، ان المسلمين لما فتحوا المدائن أصابوا بها فيلاً، وقد كانوا قتلوا ما لقيتهم قبل ذلك من الفيلة، فكتبوا فيه إلى عمر فكتب اليهم بيعوه ان وجدتم له مباعاً، فاشتراه رجل من أهل الحيرة فكان عنده يريه للناس ويجلله ويطوف به في القرى، فمكث عنده حيناً ثم انام أيوب بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط امرأة المغيرة بن شعبة – وهي التي خلف عليها زياد بعده – احبت النظر إليه وهي تنزل دار أبيها فأتى به ووقف على باب المسجد الذي يدعى اليوم باب الفيل فجعلت تنظر إليه ووهبت لصاحبه شيئاً وصرفته، فلم يخط إلا خطاً حتّى سقط ميتاً فسمي الباب باب الفيل، وقد قيل ان الناظرة إليه إمرأة الوليد بن عقبة بن أبي معيط)(5)
(وذكر هذا الخبر الطبري باختصار وهو يتحدث عن أم أيوب هذه قال: كانت تحت المغيرة بن شعبة بالكوفة فلما مات المغيرة تزوجها زياد بن أبيه وهي حدثة. فكان زياد يأمر بفيل كان عنده، فيوقف، فتنظر إليه أم أيوب، فسمي باب الفيل)(6)
وان ذلك حدث سنة 42 هـ .
ومن الآراء الأخرى التي تعلل تسمية الباب باب الفيل (ان ساحراً أرى الناس أنه خرج من هذا الباب فيلاً على حمار وذلك باطل)(7)
وقيل: (الاجانة التي في المسجد حملت على فيل وادخلت من هذا الباب فسمي باب الفيل) (8)
وقال بعضهم (إن فيلاً لبعض الولاة اقتحم هذا الباب فنسب إليه)(9)
وقيل: إن الأمويين كرهوا المعجزة التي سميت لأجلها الباب باب الثعبان فأرادوا أن يصرفوا عنها أنظار الناس فربطوا بالباب فيلاً فعرف بباب الفيل.
1-مناقب لابن شهر آشوب 2/ 134.
2-عيون المعجزات/ 13.
3-مناقب آل أبي طالب: 2/ 88، مدينة المعاجز: 1/ 139 ح78، بحار الأنوار: 39/ 178 ح78.
4-مناقب آل أبي طالب: 2/ 88، مدينة المعاجز: 1/ 139 ح78، بحار الأنوار: 39/ 178 ح78.
5-المناقب لابن شهر آشوب 2/ 33.
6-المناقب لابن شهر آشوب 2/ 33.
7-فتوح البلدان/ 352..
8-تاريخ الطبري 5/ 180.
9-فتوح البلدان/ 253
دمتم في رعاية الله